تلقت «الرياض» تعقيباً من الدكتور عبدالله بن سعيد أبوراس مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على ما جاء في مقال الزميل خلدون السعيدان المنشور في الرياض بعنوان "مهرجان تلفزيون الخليج.. وأسئلة مشروعة"، وأوضح د. أبو راس في تعقيبه بعضاً من النقاط التي أثيرت في المقال والمتعلقة بالمهرجان وآلية عمله، وهذا نص التعقيب: طالعتنا جريدة «الرياض» الغراء في عددها رقم (16043)، الصادر يوم الأحد 6 رجب 1433ه الموافق 27 مايو 2012م، بمقال للكاتب خلدون السعيدان بعنوان «مهرجان تلفزيون الخليج.. وأسئلة مشروعة» أثار فيه بعض التساؤلات التي انطلقت من افتراضات غير صحيحة، وعدم ادراك لطبيعة الدور الذي يقوم به جهاز اذاعة وتلفزيون الخليج، وللأهداف التي يسعى لتحقيقها، وبالتالي جاء رأيه حول مهرجان الخليج الثاني عشر للاذاعة والتلفزيون، الذي عُقد مؤخراً، مجافياً للحقيقة والواقع، ويقدم صورة غير حقيقية عن المهرجان، خاصة انه تساءل في مقال سابق: «أين انتاج الجهاز بعد افتح يا سمسم» من دون أن يعرف ان الذي انتج هذا العمل هو (مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك) وليس جهاز اذاعة وتلفزيون الخليج، الذي لا تشمل مهامه انتاج أعمال تلفزيونية أو إذاعية أيا كانت، وإنما يختص بالجانب التنسيقي والتطويري لاذاعات وتلفزيونات الهيئات الأعضاء. وإننا إذ نشكر الكاتب على ما أبداه من رأي بدافع الرغبة في تطوير العمل الإعلامي الخليجي المشترك، فإننا كنا نتمنى لو أنه انطلق في مقاله من فرضيات ومقدمات صحيحة، التي يدرك الجميع انها الخطوة الأولى في أي منهج علمي يجعل غايته الوصول إلى الحقيقة في أي أمر كان، مع إقرارنا بأن لا أحد يختلف على حق الكاتب في توجيه النقد لأي عمل أو نشاط إنساني، لكن هذا النقد يجب أن يكون موضوعياً يتوخى الصالح العام، لا منطلقاً من دوافع ذاتية، وأن يشير إلى الايجابيات مثلما يذكر السلبيات، وإلا فقد الكاتب حياده وموضوعيته، وفي هذا السياق نود أن نوضح التالي: * بدأت الحملة الإعلامية للمهرجان قبل انطلاقه بأكثر من ثلاثة أشهر من خلال عدة اتفاقيات وقعها الجهاز مع عدد من المؤسسات الإعلامية التي تولت نشر وبث الإعلان عن موعد وفعاليات المهرجان، بواقع (75) إعلاناً في قناة (روتانا خليجية)، و(60) إعلاناً في قناتي MBC والعربية، و(10) إعلانات منشورة في مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والنشر، اضافة إلى الاعلانات المكثفة عبر شاشات تلفزيونات الهيئات الأعضاء بالجهاز، ومنها على سبيل المثال (5) إعلانات كانت تبث يومياً على شاشة القناة السعودية الأولى. خلدون السعيدان * بلغ عدد البرامج المشاركة في مسابقات المهرجان (286) برنامجاً، في (38) فرعاً، موزعة على ثلاث فئات هي: مسابقة البرامج التلفزيونية للهيئات الأعضاء، ومسابقة البرامج الاذاعية للهيئات الأعضاء، ومسابقة البرامج التلفزيونية للمؤسسات الرسمية غير الخليجية والانتاج الخاص، وخلافاً لما هو معمول به في معظم المهرجانات العربية المماثلة التي تعتمد تمنح ثلاث جوائز أساسية لكل فرع من فروع المسابقات المعتمدة، إلى جانب منح جوائز لأفضل العناصر الفنية داخل البرامج المشاركة، فإن مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون لا يمنح إلا جائزتين فقط، ذهبية وفضية، لكل فرع من الفروع، وهو بذلك يعد أقل المهرجانات منحاً للجوائز، حيث بلغ عدد هذه الجوائز (76) جائزة، وهذه الجوائز التي تمنح لفروع المسابقات المختلفة هدفها تشجيع الانتاج الاذاعي والتلفزيوني الخليجي والعربي، وهذا أحد الأهداف التي انشئ الجهاز من أجلها. * اضافة للجوائز التي يمنحها المهرجان، فقد اعتاد المهرجان تكريم عدد من رواد العمل الإعلامي في الدول الأعضاء، وكذلك عدد ممن أسهموا في دعم أنشطة الجهاز، الذين بلغ اجمالي عددهم هذه الدورة من المهرجان (30) مكرماً، علاوة على تكريم رعاة المهرجان، وربما أشكل على الكاتب التفريق بين جوائز المهرجان الفنية والدروع التكريمية. * أما ما أشار إليه الكاتب بشأن لجان التحكيم، وتساؤله عن ماهية المعايير التي يقرها المهرجان للبرامج ومن هم المحكمون وكيف تمكنوا من متابعة كل تلك الأعمال التي دخلت المسابقة، فهذا القول مردود عليه فيما يلي: - تجاهل الكاتب واحدة من التجارب الناجحة، ممثلة في تطبيق التحكيم الالكتروني على الأعمال المشاركة في مسابقات المهرجان، التي أشاد بها عدد من الدول المنظمة لمهرجانات مماثلة، مطالباً الجهاز الاهتداء بها في مهرجاناتها المقبلة. - تقوم فكرة التحكيم الالكتروني على اختيار عدد من الخبراء المتخصصين في مجالات مسابقات المهرجان من معظم الدول العربية، من دون ان يعرف بعضهم بعضاً، ثم توزع عليهم الأعمال المشاركة في أماكن وجودهم ليقوموا بعملية التحكيم عبر الموقع الالكتروني للمهرجان وفق معايير مقننة أعدتها لجنة مختصة لكل فرع من فروع المسابقات، على أن ترسل نتيجة التحكيم الكترونياً إلى اللجنة المنظمة للمهرجان. - تم تطبيق التحكيم الالكتروني على جميع فروع مسابقات الانتاج التلفزيوني باستثناء فروع الدراما التي خضعت للتحكيم التقليدي، وقد أشرف على عملية التحكيم بكاملها رئيس لجان التحكيم الأستاذ فهد العنيزان من المملكة العربية السعودية، ونائباه الأستاذ سيار بن دهام الكواري من قطر للبرامج الاذاعية، والأستاذ بندر متعب المطيري من الكويت للبرامج التلفزيونية، وهم شخصيات مشهود لها بالكفاءة والحيدة والنزاهة. نأمل أن نكون قد أجبنا عن اسئلة الأخ السعيدان، وأوضحنا الحقائق التي غابت عنه، والتي كان يمكنه ان يقف عليها لو أنه تواصل مع الجهاز، وطرح اسئلته انطلاقاً من رغبته الصادقة في تصحيح ما التبس لديه من مفاهيم، وما اختلط من معلومات، كان يمكن لأي اسئلة يطرحها بعد ذلك أن تكون بالفعل (مشروعة).