الإبداع مسلك يعيشه الحازمون والحريصون على التجديد في حياتهم فهو وثبة نحو التقدم وخطوة في عتبات الرقي بالنسبة لهم. ويكون الإبداع محموداً حينما يصحب سمو المقاصد وحسن النوايا. الإبداع مأمور به، وإلاّ فما هو سر الأمر بالتفكير والاعتبار والنظر والاستبصار، أليس فتحاً للمغاليق وتسريحاً للنظر في الآيات الكونية لتستشعر عظمة الخالق عز وجل.. وما سر الأمر في الأرض والمشي في مناكبها إلاّ خروج عن الروتين وتجيد للحركة وضخ الدماء المتجمدة في العروق، والإبداع لا يعني تغيير الثوابت والخروج عن الأوامر بل هو الأخذ بها وتطبيقها.. والإبداع معنى أخاذ لا تحيط به قريحة شاعر ولا تصوره ريشة فنان.. لأنه السعي الحثيث لمكارم الأخلاق والأسلوب الأمثل لتطبيقها فهو اختصار للزمن وتفعيل للقدرات وانتهاز للفرص في دورة العمر القصيرة.. والإبداع تقدم في العلم وسبق في عمارة الأرض وتوظيفها لخدمة الدين والوطن.. إذاً إلى بوابة الإبداع ونافذة العطاء لإضافة المفيد في حياتنا ولتصعق النفوس الضعيفة بوخز الابر الإبداعية لتصحوا من سباتها ولتعود أكثر اشراقاً وأعمق فكراً لتتواكب مع مسيرة الإبداع ولا يكون ذلك إلاّ بعزيمة النفوس واعمال الذهن وتوفير الآليات المناسبة لتشجيع المبدعين على اثراء الأمة بالجديد. ٭ رئيس اللجنة الإعلامية