أولى الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز على مدى أربعة عقود اهتماماً كبيراً لجهاز مكافحة المخدرات على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية. ورسخ "رحمه الله" دور المملكة في محاربة المخدرات إذ وقعت المملكة أربع اتفاقيات دولية في هذا الإطار خلال الفترة من عام 1965 – 1988م وتعتبر المملكة بتوجيهاته من أوائل دول العالم التي تشارك باليوم العالمي لمكافحة المخدرات منذ عام 1988م، ووجه سموه -رحمه الله- المجتمعات بأخذ الحذر والحيطة من خطورة المخدرات وإنها شر عظيم حيث قال:"المخدرات شر عظيم، وخطر كبير على الأمة والمجتمع، ولهذا علينا حشد الجهود من أجل استئصال هذه الآفة عن مجتمعنا، فهي من أشد الأخطار التي تحيط بالمجتمعات لتنشر الفوضى والانحطاط وترفع معدل الجريمة وتدمر القيم والأخلاق حتى أصبحت من اشد الوسائل تعقيدا والتي تواجه العالم في عهدنا الراهن". وشدد الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- على أن خطر المخدرات أشد من أضرار البراكين والزلازل عندما قال في مؤتمر المرور الخليجي عام 1406 ه والمنعقد بالرياض:"تعتبر المخدرات أكثر خطرا وفتكا من البراكين والزلازل والفيضانات.. إنني أدعو رجل الفكر والإعلام وأدعو كل أب وأم وكل مواطن بالتعاون لمحاربة هذه الآفة". اللواء المحرج وقدم الأمير الراحل جل جهده في صدور الاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات وإصدار القانون العربي الموحد في هذا المجال، وتفعيل تنفيذ العديد من المؤتمرات والندوات العربية لرؤساء أجهزة مكافحة المخدرات. ووصف في تصريح ل "الرياض" اللواء عثمان المحرج مدير عام مكافحة المخدرات رحيل الأمير نايف بأنها خسارة كبيرة لرجل خدم دينه ووطنه وشعبه وكرس حياته لخدمتهم، وبرحيله فقد الوطن رمزا للعطاء والذود عن الدين والسنة النبوية المطهرة. وقال اللواء المحرج إن من عمل أو تعامل معه -رحمه الله- يجد أن نشاطاته وأدواره المتنوعة في العمل الإداري والأمني والسياسي والخيري كان يقدمها بفكر نيّر وبشكل دقيق ومدروس وبدبلوماسية معهودة. ونوه اللواء المحرج بجهود الأمير نايف بتطوير جهاز مكافحة المخدرات وقال انه بدعم سموه -رحمه الله- تطور الجهاز وقُدمت له كافة الإمكانيات البشرية والمادية والآلية، فنجح الوطن في تحقيق ضربات استباقيه وإحباط عمليات التهريب التي تستهدف البلاد وتحقق العديد من الانجازات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي سواء بالمجال الأمني أو الوقائي، وأصبحت المديرية العامة لمكافحة المخدرات منبراً وصرحاً وقائياً وتوعوياً عندما وجه -رحمه الله- بالانفتاح على الجامعات والمؤسسات التربوية من باب حشد الجهود المجتمعية في هذا الاطار الحيوي الهام. ورفع مدير عام مكافحة المخدرات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهدة الأمين وزير الدفاع ولسمو وزير الداخلية وسمو مساعدة للشؤون الأمنية وللأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم بالغ العزاء والمواساة لوفاة أمير الوفاء نايف بن عبد العزيز -رحمه الله-. ومن جهته قال اللواء أحمد الزهراني نائب مدير عام مكافحة المخدرات انه بوفاة الأمير نايف فقدنا قائدا عظيما ورجلا محنكا قاد دفة الأمن لسنوات طويلة أرسى أركانه وثبت دعائمه وحارب الإرهاب وهدم اسوارة واحتوى من وقع مع أشراره، وأولى مكافحة المخدرات جل اهتمامه لكونها حرب موجهه لتدمير الشباب من قبل أعدائنا، حتى حققت المملكة المرتبة الثالثة كأقوى جهاز على مستوى العالم . واوضح اللواء الزهراني ان فصل جهاز مكافحة المخدرات عن الأمن العام وربطه بوزارة الداخلية يؤكد حرص سموه واحساسه باهمية هذا القطاع ودوره في حماية المجتمع من المخدرات.