أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن ظروف المملكة ومعطياتها جعلتها في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لآفة المخدرات الخطيرة، مبينا أن وزارة الداخلية والجهات المعنية اعتمدت في تعاملها مع آفة المخدرات على منهجية العمل الوقائي للحيلولة دون تمكين مهربيها ومروجيها من الوصول بها إلى المملكة، وذلك من خلال جهود استباقية وتعاونية دولية. جاء ذلك خلال إلقاء سموه كلمته في حفل افتتاح الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات بفندق الانتركونتيننتال بالرياض مساء أمس بمشاركة (27) دولة من مختلف أنحاء العالم. وقال سموه خلال رعايته الندوة أنه لمن دواعي سعادتي وسروري رعاية هذه الندوة الإقليمية المهمة في مجال مكافحة المخدرات والتي تقيمها المديرية العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية بالشراكة مع مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ويشارك في أعمالها نخبة من المسؤولين ورجال العلم والمعرفة على الصعيد المحلي والعربي والإقليمي والدولي. وأوضح سموه أن لكل عصر من عصور الإنسانية آفته ومخاطره ولا شك أن المخدرات هي آفة العصر وخطره الذي يهدد المجتمعات الإنسانية دون استثناء مجتمع عن آخر أو دولة عن أخرى. تسخير الطاقات للمكافحة وأكد سمو النائب الثاني أن المملكة أدركت مخاطر وأضرار آفة المخدرات بحكم أن ظروفها ومعطياتها جعلتها في مقدمة الدول المستهدفة بأعمال المروجين والمهربين لهذه الآفة الخطيرة، قائلا: “لذلك عملت المملكة على تسخير كافة الإمكانات والطاقات للتصدي لظاهرة المخدرات ومن يقف ورائها بكل عزيمة واقتدار، انطلاقا من عقيدتها الإسلامية التي تحرك كل ما يعرض حياة الإنسان وعقله وماله للخطر، وتوجب تطبيق اشد العقوبات على مرتكبي جريمة ترويج وتهريب المخدرات”. منهجية العمل الوقائي وأوضح سموه أن وزارة الداخلية اعتمدت والجهات المعنية في تعاملها مع آفة المخدرات على منهجية العمل الوقائي للحيلولة دون تمكين مهربيها ومروجيها من الوصول بها إلى المملكة، وذلك من خلال جهود استباقية وتعاونية دولية أثمرت عن إحباط وضبط العديد من عمليات التهريب التي تحتوي على كميات كبيرة وخطيرة من المخدرات، كما عملت وزارة الداخلية على الإسهام في رفع مستوى الوعي الوطني العام بإضرار المخدرات ومخاطرها على الفرد والأمة من خلال العديد من البرامج والحملات والمؤتمرات والندوات وتوظيف وسائل الإعلام والتوجيه في هذا المجال، إلى جانب القيام بعلاج وإعادة تأهيل من وقع في براثن هذه الآفة ليعودوا أعضاء صالحين في مجتمعهم. وقال سموه: إن عقد هذه الندوة الإقليمية بهذا المستوى الرفيع من المشاركة المحلية والعربية والإقليمية والدولية يعكس بوضوح حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمضاعفة الجهود وتعزيز التعاون الدولي في التصدي لظاهرة المخدرات والتي تهدد مخاطرها المجتمع الإنساني وتستوجب مواجهتها تبادل المعلومات والخبرات وتعميق التواصل بين الجهات المعنية بمكافحتها لحماية الدول والمجتمعات من هذه الآفة الخطيرة. مواصلة المسيرة لمكافحة السموم من جهته أوضح مدير عام مكافحة المخدرات والمشرف العام على الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات اللواء عثمان بن ناصر المحرج في كلمته التي ألقاها خلال حفل الافتتاح أن رجال مكافحة المخدرات يواصلون مسيرتهم في مكافحة السموم وأن رعاية سمو النائب الثاني للندوة تعد بمثابة حافز لتقديم المزيد من الجهود والتضحيات لحماية المملكة والحفاظ على أمنها ومكتسباتها، والحفاظ على أبنائها من الوقوع في آفة المخدرات ليصبحوا منتجين وفاعلين في مسيرة التنمية المباركة للمملكة والتي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. وأشار المحرج إلى أن مشكلة المخدرات تكمن في منظمات خطيرة تجتاح العالم في العصر الحالي وتسبب مشكلات عديدة في معظم بلاد العالم، وتكلف الدول خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، منوها إلى أنه من هذا المنطلق أولت الهيئات الدولية والإقليمية مشكلة المخدرات وإدمانها أهمية كبيرة ورصدت الأموال واستحدثت العقول لمحاولة الوصول إلى حلول تحد من تفشيها وتقلل من نتائجها المدمرة. وبين المشرف العام على الندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات انطلقت الندوة الإقليمية الأولى لتنمية الجوانب المعرفية والمهارية وتبادل الخبرات والمعلومات بين الدول العربية والإسلامية والصديقة بهدف تعزيز الأمن الشامل وحماية المجتمعات من خطر المخدرات والمؤثرات العقلية، مؤكدا أنه استشعارا لأهمية موضوع الندوة فقد تمت دعوة عدد من المسئولين والخبراء الدوليين يمثلون أكثر من (26) دولة للمشاركة بها وعرض التجارب العالمية في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات بالإضافة إلى نخبة من العلماء والباحثين والمختصين الذين تقدموا ببحوث وأوراق عمل تصب في محاور الندوة المختلفة. شركاء استراتيجيون وأكد مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج أنه وتحقيقا لرسالة الندوة المتمثلة في تعميق الخبرات والمهارات بين المشاركين في ما يخدم مكافحة المخدرات على الصعيد الإقليمي والدولي، فقد تنوعت فعاليات الندوة ما بين محاورات عامة وحلقات نقاش وبرامج تدريبية وورش عمل بالإضافة إلى اللقاءات الرسمية بين الوفود المشاركة للاستفادة من هذا التجمع العلمي الرائد في تحقيق الأهداف المشتركة. وأضاف اللواء المحرج أن المديرية العامة لمكافحة المخدرات تقيم الندوة الإقليمية الأولى بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين لتستمد العون من الله وتستلهم النجاح من توجيهات سمو النائب الثاني وزير الداخلية السديدة المتمثلة في مد جسور التعاون مع الآخرين والاستفادة من جميع الوسائل والسبل التي تعزز كفاءة ومهارة منسوبي مكافحة المخدرات للتصدي لكل المفسدين والمروجين الذين يريدون الشر لبلاد الحرمين الشريفين وأهلها. وفي نهاية الحفل كرم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الجهات المشاركة والشركاء الاستراتيجيين والرعاة للندوة الإقليمية الأولى في مجال مكافحة المخدرات وتبادل المعلومات والتي تنظمها وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالتعاون مع الأممالمتحدة ممثلة في المكتب التنفيذي المعني بالمخدرات والجريمة، ومشاركة كل من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية وجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. الأمير نايف يفتتح المعرض المصاحب ثم افتتح سمو النائب الثاني وزير الداخلية المعرض المصاحب لفعاليات الندوة والذي يضم جناحا خاصا ب“مؤسسة المدينة للصحافة والطباعة والنشر” وتفقد سموه أجنحة المعرض يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وعددا من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار مسئولي الوفود المشاركة في الندوة. حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز، وصاحب السمو الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وسماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وأصحاب المعالي الوزراء ومعالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.