سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون ليس «رجل سلام».. بل سفاح متعطش دأب على انتزاع اراضي الغير بالقوة «الغارديان»: عملية السلام ليست سوى محاولات لفرض حل إسرائيلي - أمريكي على الفلسطينيين
وصفت صحيفة (الغارديان) البريطانية في تعليق نشرته اليوم على موقعها على شبكة الانترنت التصريحات التي ادلت بها وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس خلال جولتها الاخيرة بمنطقة الشرق الاوسط والتي رحبت فيها بالتفاهم الذي توصلت اليه (اسرائيل) والسلطة الفلسطينية بشأن ضرورة ازالة منازل المستعمرين اليهود في غزة مشيرة الى انه يمثل خطوة تاريخية على سبيل تحقيق السلام في المنطقة - وصفتها بأنها تصريحات خرقاء. وقال أفي شلايم كاتب التعليق وهو استاذ اكاديمي بريطاني بجامعة اكسفورد ان العادة جرت دوما على ان السياسة الخارجية الامريكية تتعامل بمعيار مزدوج تجاه العرب والاسرائيليين في منطقة الشرق الاوسط حيث يعد ابرز مثال على ذلك هو ان الولاياتالمتحدة تمكنت من تغيير النظام في العراق في غضون ثلاثة اسابيع فقط في حين انها لم تنجح في ازالة مستعمرة يهودية واحدة في الاراضي المحتلة على مدار 38 عاما. ورغم ان الاجندة الامريكية الراهنة بالنسبة للمنطقة تتضمن موضوعين رئيسيين هما تحقيق الديمقراطية في الدول العربية والتوصل الى حل لمشكلة المستعمرات التي تمثل عقبة رئيسية في سبيل حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي طالا ان الولاياتالمتحدة لا تصر الا على تحقيق الديمقراطية بالنسبة لخصومها من العرب فقط وليس بالنسبة لاصدقائها. ومضى شلايم يقول ان عملية السلام تعد اساسا بمثابة آلية تسعى من خلالها امريكا و(اسرائيل) لفرض حل على الفلسطينين. وأضاف الكاتب البريطاني أفي شلايم قائلا في تعليقه الذي نشرته صحيفة «الغارديان» أمس انه على النقيض من كل ما تقوله رايس يعد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايريل شارون شخصية واضحة تماما فهو يقول ما يفعله ويفعل ما يقوله وتاريخه يوضح انه كان يحرص دوما على حمل معول الهدم اكثر من ادوات البناء. ففي العام 1982 فضل شارون (بينما كان يشغل منصب وزير الحرب آنذاك) ان يدمر مستعمرة «ياميت» في سيناء على ان يتركها لمصر في اطار معاهدة السلام التي وقعتها مع (اسرائيل). وسخر الكاتب البريطاني من التعبير الذي وصف به الرئيس الامريكي بوش صديقه شارون ذات مرة عندما قال عنه انه «رجل سلام» حيث قال شلايم ان الحقيقة هي ان شارون «سفاح متوحش دأب على انتزاع اراضي الآخرين بالقوة». ورغم ان خطة خارطة الطريق تتصور اقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول نهاية عام 2005 الا ان شارون خرب هذه الخطة من خلال استمراره في توسيع المستعمرات اليهودية في منطقة الضفة الغربية واقامة جدار عازل غير مشروع في داخل عمق الاراضي الفلسطينية. ورغم ان شارون يزعم ان خطته لفك الارتباط مع غزة تمثل خطوة تهدف الى دعم خطة خارطة الطريق الا ان الحقيقة هي العكس تماما. فخارطة الطريق تدعو لاجراء مفاوضات بين الجانبين تمهيدا لاقامة دولة فلسطينية الى جانب (اسرائيل) الا ان شارون يرفض التفاوض كما انه يتحرك بشكل منفرد لاعادة ترسيم حدود (اسرائيل الكبرى). ان الانسحاب من غزة بالنسبة لشارون لن يكون بمثابة خطوة للتوصل الى تسوية دائمة بل تمهيد لضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية بصورة فعلية الى (اسرائيل). واستطرد شلايم قائلا في تعليقه ان كوندوليزا رايس تواجه مشكلة حاليا حيث انها ترغب في نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط الا انها لا تريد في الوقت نفسه قبول نتائج الانتخابات الحرة التي قد تأتي بمنظمات مثل (حماس) او حركات ذات توجهات اسلامية ومعادية للولايات المتحدة الى السلطة في البلدان العربية. ورغم ان رايس واليمين الامريكي يريان ان (اسرائيل) تمثل ركيزة استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة في الحرب ضد (الارهاب) على مستوى العالم الا ان الحقيقة هي انها تمثل اكبر عبء يثقل كاهلها في المنطقة. واختتم الكاتب البريطاني تعليقه قائلا ان التوصل الى تسوية تفاوضية يعد هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام واستقرار دائمين في المنطقة وامريكا هي القوة الوحيدة القادرة على دفع (اسرائيل) للتوصل الى مثل هذه التسوية. ولذا فإن الوقت قد حان تماما الآن كي تتعامل اللولايات المتحدة بصرامة مع (اسرائيل) وهي الطرف المتعنت الذي يمثل عقبة رئيسية في سبيل السلام ولأن تدرك واشنطن ان خطة شارون الانانية وغير المتحضرة لتفكيك بعض المنازل اليهودية في غزة لا تمثل ابدا خطوة تاريخية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.