من تجليّات صحراء الوطن، وإبهاراتها، وقيمها، أن لديها مخزون سخاء متأصلاً، فهي ولاّدة لعظماء الرجال، تصوغهم عبر تكوين قيمي وسيكولوجي، وتقدمهم عمالقة كباراً يُسهمون في صناعة التاريخ، وكتابة صفحاته، ويُؤسسون لمجتمعات حديثة تمتلك مقوّمات الحياة، وتتفاعل مع دينامية التطوّر والحداثة، وتُنبت هذه الصحراء رموزاً كالشهب المضيئة لا يتكررون كثيراً في تاريخ الأمم، ويتواجدون في حقب تاريخية تكون الشعوب في أشد الحالات ضرورة لهم، فيُوجّهون مسارات الزمن، ويُخضعون مجرى التاريخ إلى حيث شموخ الوطن، وكرامة الإنسان، وتوفير معاني العدالة، والرخاء، والأمن في كافة المضامين الحياتية. سخاء صحراء الجزيرة العربية المبهر يعطي رجالاً عمالقة في وعْيهم القيادي، وفكرهم المعرفي، ووجْدهم وعشْقهم الثريّ للجغرافيا والتاريخ والإنسان، ويأتون كفرسان لصياغة مصائر مكونات الشعوب والأوطان، فيُنكرون الذات، ويُرهقون الفكر، ويبنون كياناً جغرافياً وبشرياً فاعلاً ومؤثراً ومنتجاً ومساهماً في بناء الحضارة الإنسانية، ناشراً قيم المحبة والتسامح وثقافة الحوار مع كل دول العالم. هذه طبائع صحراء الجزيرة، منها شعّ نور المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وبإيماناته، ونضالاته أسس هذا الفضاء المترامي، وأقام كياناً موحّداً ينعم بمقومات الأمن والرخاء والإنتاج، وتبعه أبناؤه في حمل الرسالة، والأمانة، يقدّمون التميّز في كل تفاصيل حياة الوطن؛ إن أمنية، أو اقتصادية، أو سياسية، أو تعليمية، ويحصّنون منجزه الحضاري والتنموي من أي تفكير آثم يحاول أن يتجاوز بحماقاته، وأمراضه ما رُسم من خطوط حمراء تمنع العبث، وتوقف جهل وصبيانية مَنْ يُفكر فيه. وسلمان بن عبدالعزيز واحد من الرجالات العظيمة التي عرفها الوطن، جاء من مدرسة الملك عبدالعزيز، وتربّى على تعاليمه، وأثرى معرفته من حكمته، واستنشق عبق هذه الصحراء الملهِمة، فصار عشق الوطن نسغاً في داخله، وتشكّلت ملكاته القيادية، وتمرّساته في شؤون الحكم، وتميّزه في الشأن السياسي عبر جهود ذاتية أسهمت في تأسيس وتكوين معرفي وثقافي واسع وحقيقي، وأضاف كثيراً للوطن والإنسان عبر منجزات ضخمة هي مداميك نمو ونماء وتنمية انتشرت في فضائه الجغرافي والمجتمعي. يأتي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وهو المثقف والإنسان ورجل الحكم والمواطن وصديق كل الصحافيين والمثقفين والأدباء وحملة القلم، والقريب من كل مواطن في القرية والمدينة والهجرة، يأتي من مسيرة نضالات طويلة، وتاريخ زاخر بالعطاء السخي للوطن على كل الصعد، ويتحمل مسؤولياته "ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع"، ليحمل الوطن ومكوّناته على كفّيه يسير به في دروب التقدم والرقي. الشعب.. كل الشعب يحبك، لأن الحب حرفتك وصناعتك؛ أعطيتها للناس فأخذت منهم القلوب والمشاعر.