نذكر ذلك ، والذكريات صدى السنين الحاكي . نذكر البدايات ، ونتذكر كيف تكون في تكويناتها الأولى ، وفكرتها المبدئية بسيطة ، ومتواضعة ، وتبرز على استحياء ، وبصورة خجولة ، ربما جداً ، وبهمة الرجال ورؤاهم ، وبالعزم والتصميم والإرادة التي تكون نسغاً في داخل الانسان المبدع ،الخلاق ، المؤمن بطاقات البشر ، تتحول تلك البدايات الخجولة إلى أعمال عظيمة ، شامخة ، ومبهرة وتأخذ حجمها المؤثر في صناعة مستقبلات الأوطان ، وصياغة عقل الإنسان ، وبالتالي تكون مداميك مؤسّسة لنجاحات متفوقة في مسيرة الوطن الإنمائية ، والتنموية ، فتحول الأحلام إلى واقع مُعاش ، والأفكار إلى حقائق ملموسة ، ويتألق توهج التحديث ، والتطوير ، والنماء من أجل التاريخ ، والجغرافيا ، والإرث . نذكر البدايات ، ونتذكر انطلاقة الرجل بوعيه ، ومخزون تطلعاته ، ورؤاه ، وأفكاره ، وطموحاته التي هي تحفيز للدارس ، والباحث ، والتاريخ في مجمله ، لاستكشاف كيف يصنع الرجال أقدارهم ، وأقدار أوطانهم ، ويؤثرون في العقول ، ويتحولون إلى ملهمين للآخرين ، وقدوات في اكتساب العزيمة ، وصناعة النجاح . نتذكر كيف أن الرجل دخل " الحرس الوطني " وهو عبارة عن مبنى متواضع جدا في المربع ، أمام مدرسة اليمامة الثانوية ، وعدته وعتاده ، وكل إمكاناته وطاقاته مجموعة من السيارات تقف تحت مظلات بسيطة في طريق الخرج ، ومنسوبوه من المدنيين والعسكريين لايتجاوز عددهم المائة ، أو أكثر قليلا ربما أكثر قليلا ومهامه، ومسؤولياته، والتزاماته ، وواجباته محصورة في نطاق محدود وضيق إلى درجة خجولة . ليس فيها المشاركة أو المساهمة في عملية التطوير الاجتماعي ، وتحقيق المفهوم العسكري للموسسة . دخل الرجل الاستثنائي " الحرس الوطني " وتسلمه بهذه الصورة المقوننة ، والمنمطة ، فجاء بفكر ووعي ومفهوم ورؤية صناع التاريخ الذين يبرزون في حياة الأمم والشعوب كالشهب المضيئة ينيرون دروبها ، ومسالكها ، ويؤسسون لمراحل الإبداع ، والتنوير ، والانعتاق من الجمود ، والكسل ، والبلادة ، والتخلف في كثير من مناحي الحياة ، ومفاهيم العيش فنقل الحرس الوطني نقلة جبارة وهائلة من وضعه البسيط ليتحول إلى مؤسسة عسكرية ، مدنية ، ثقافية ، اجتماعية ، تنويرية ، صحية ، علمية ، تربوية ، تساهم في حداثة المجتمع ، وتكريس أنماط الوعي والتقدم في شرائحه ، وبين أطيافه ، وفضاءاته . العمل الجبار الذي حوّل " الحرس الوطني " من إدارة صغيرة في المربع ، إلى كيان كبير يساهم في إشاعة الوعي الثقافي عبر مهرجان الجنادرية ، ويمارس دوره الصحي عبر المستشفيات الحديثة والمتطورة ،إلى جانب كل العطاءات على كافة الصعد ومنها الإعداد والتأهيل والتدريب العسكري والتقني .هذا العمل جاء من خلال فكر ورؤية رجل قائد ملهم هو عبدالله بن عبدالعزيز ، وهو الآن يقوم بعمل جبار وهائل ومفصلي لتحويل هذا الوطن إلى وطن للشموس .