كان سحر الصحراء، وإبهاراتها، وما لحياتها من تخيل في ذهن الانسان الغربي مصدر عشق قاد الرحالة إلى ركوب المغامرة نحو مجاهل صحراء الجزيرة العربية، والابحار المضني والمتربص بمفاجآته إلى كثبان الدهناء والربع الخالي، والتعرف على حياتها السرمدية المثيرة والمحرضة على التفكير من خلال عوالمها وحيواتها الاسطورية، فالشرق كان دائما حلم ودهشة الغرب بأساطيره، وأنماط حياته، وتجليات الابداع والفكر فيه ، وما تختزنه هذه الصحراء من غواية وتحريض على التأمل، وولادات الدهشة. وكان الحلم نسغا في حياة النخب والعاشقين للاكتشاف وحالات الانبهار في الغرب لشموس جميلة، وفضاءات ملهمة، يجدونها واقعاً وحقيقة في صحراء الجزيرة العربية السخية والشحيحة، القاسية والحانية، المرهقة والمعطاءة، الطاردة والحاضنة، وفي كل متضاداتها يكون الحب والنقاء والعشق والتلاحم هو الوجه الحقيقي لها. في زمن مضى كان الآخر بثقافته، ومفاهيمه، وتصوراته، وأحلامه يركب المجهول بحثاً عن حياة هذه الصحراء وثقافتها وأشكال حياة كائناتها، والغوص في عمق إرثها، وتراكم مخزونها ثقافتها المعيشية، والفكرية، غير أن إنسان هذه الصحراء خرج من خيمته، وغادر موارد الماء، ورحل من مضارب القبيلة، والعشيرة، والركض خلف «الشويهة والبعير» والبكاء حول «خدر عنيزة» و»ملاعب لبنى وليلى وعزة «وحمل معه ريح»الخزامى والنفل والاقحوان»..» ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد». أخذ هذه وغيرها وسافر إلى الغرب ليبهر الإنسان هناك بثقافته الشعبية، وزيه الوطني. الصورة من «فانكوفر» وبعض العائلات الكندية تمتلك الفرح بارتدائها الزي الوطني السعودي الذي حمله الطلبة السعوديون في مناسبة «اليوم الوطني».