يشهد التاريخ في حياة الأمم والشعوب مراحل يُسجل فيها لرجال عظماء أسمى ما قد يتركه البشر في مسيرة حياتهم من أعظم حالات العطاء، والتفاني في خدمة المبادئ والقيم الإنسانية العظيمة التي تشيع العدالة، والأمن والأمان، ولطالما سجل التاريخ لقادة هذه البلاد أسماء رجال مضوا، وترك سجلاً مفعماً وحافلاً بسيرة حسنة، وإرث حضاري وإنساني كبير. واليوم والسعوديون ينعون صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- فإنهم يعلمون أن الراحل الكبير قد ترك من بعده سجلاً عظيماً لا يبقى سوى لرجال أعطوا طيلة رحلة حياتهم عطاء كبيراً، وتفانوا في سبيل خدمة دينهم ووطنهم، لقد كان الراحل الكبير قدوة للرجال الذين حملوا الأمانة بإخلاص كبير، وأثَّروا في مفاصل حياة أمتهم بشكل غير مسبوق، فقد صنع الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وعلى مدى الأربعين عاماً الماضية مدرسة أمنية راسخة قلما عرف العالم لها مثيلاً، ففي ظل الأمن الذي تشهده المملكة نمت الحياة الاجتماعية واستقرت النفوس واطمأنت، ونمت التجارة وازدهرت الأعمال، حتى باتت المملكة واحدة من أهم الدول في المنطقة. لقد كانت صناعة الأمن الحقيقي المبني على العدالة واحترام حريات الناس والحفاظ على حقوقهم صناعة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة، فقد كان سموه وزيراً للداخلية لكنه في الوقت ذاته يقود رجال الأمن ليحموا مرافق الحياة، ويشيعوا فيها الطمأنينة والسكينة التي في ظلها ترتقي الأمم، وتلتفت إلى صياغة مستقبلها والاستمتاع بحاضرها. وفي ظل رؤية الأمير الراحل وحنكته وحكمته كانت وزارة الداخلية في المملكة ليست وزارة للأمن فقط، بقدر ما هي وزارة للحياة بكافة متطلباتها وتشعب أمورها، وكان سموه مصدراً لكل قرار حاسم صادق يصب في مصلحة الوطن والمواطن، فأهم القرارات التي تمس حياة المواطن وتعمل على مصلحته والتي بقيت منذ صدورها إلى يومنا هذا جلها يحمل توقيع الراحل الكبير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله. لقد شهدت المملكة في العقد المنصرم مواجهة حاسمة مع قوى الإرهاب والتطرف، فانتصر الحق، وانطفأت جمرة الإرهاب، وكان سموه حاسماً لا تأخذه في الحق لومة لائم حين يقترب الخطر من الوطن وتهديد حياة المواطن، وكان في الوقت ذاته، أباً حنوناً على من غُرر به من صغار السن، وليس أدل على ذلك من إنشاء دور المناصحة التي استطاعت وزارة الداخلية من خلالها إعادة الكثيرين إلى جادة الصواب. رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة، الرجل الذي رحل وبقيت انجازاته، وستبقى أقواله وأفعاله يتمعن فيها أجيال الوطن، فقد ترك إرثاً هائلاً من مواقف الرجال العظماء التي ستكون مشاعل من نور، يستذكرها الناس كلما حمدوا الله على نعمة الأمن والأمان التي أسأل الله أن يديمها على وطننا العزيز، إنه سميع مجيب. * رجل أعمال