بعد رحلة عطاء حافلة بالإنجازات العظيمة في خدمة هذا الوطن الحبيب، لقي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد ربه بعد مشوار طويل من العمل في خدمة الوطن، وكان نموذجاً مضيئاً للعطاء المخلص والتفاني الصادق من أجل الذود عن حياض الوطن ورفع رايته عالية خفاقة في سماء المجد والنهضة والأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة بفضل الله وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -حفظه الله-. فقدت المملكة برحيل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز رجل دولة من طراز فريد، صاحب حكمة بالغة ورؤية واضحة، قدم خلاصة فكره وعطائه في خدمة المملكة والعالم العربي والإسلامي في كافة المجالات. فقدت المملكة والشعب السعودي واحداً من أركانها ورجالها العظام حيث كانت لسموه الأيادي البيضاء والآراء النيرة في عملية التطوير والتحديث اللتين مرت وتمر بهما بلادنا من خلال العديد من المناصب التي تقلدها -رحمه الله-، كما أسهم سموه مساهمة فاعلة وعمل بكل إخلاص وأمانة حتى تحقق له ما كان يصبو إليه من تطور ونهوض لمهام وواجبات وزارة الداخلية وما يتبعها من إمارات وقطاعات أمنية مختلفة في ظل ما توافر لها من إمكانات مادية وبشرية ومراكز تدريب متطورة وآليات تعمل بتقنية عالية. إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- كانت له إسهامات كبيرة في مختلف العلوم وما إنشاء تلك المراكز العلمية والمعاهد والكراسي التي تحمل اسم سموه في عدد من الجامعات السعودية والأجنبية إلا أكبر شاهد على اهتمامات سموه في العلوم والأبحاث إلى جانب ترؤس سموه لمجلس وزراء الداخلية العرب وما حققه هذا المجلس من إنجازات عظيمة تصب في مصلحة الدول العربية وشعوبها إلى جانب ترؤس سموه للعديد من اللجان العملية والمجالس الفخرية في الداخل والخارج وما ناله سموه -رحمه الله- من أوسمة وشهادات من قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية والصديقة لقاء جهوده المباركة وأعماله الجسام. لقد كانت لسمو الأمير نايف الكلمة الأولى في مكافحة الإرهاب ومناصحة الموقوفين حيال الرجوع إلى رشدهم, حيث كان سموه -رحمه الله- يقف مع إخوانه وأبنائه المواطنين في سرائهم وضرائهم، فكم لسموه الكريم من المآثر العظيمة والأعمال الإنسانية والمكارم الجمة التي يغدق بها سموه على إخوانه وأبنائه المواطنين. كان الجانب الإنساني من شخصية الفقيد لا يقل إشراقاً عن الجانب السياسي في شخصيته فقد حصل سموه على جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009 تقديراً للدور الإنساني الذي يقوم به سموه بالإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالمملكة ودعم ومساندة اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية في الدول المتضررة بالإضافة إلى جائزة المانح المتميز التي تمنحها الأونوروا كأول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة وذلك تقدير منها لجهود سموه وإسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني من خلال ما تقدمه اللجان والحملات الإغاثية السعودية بإشراف سموه. إن وفاته تعد خسارة كبيرة ليس للمملكة وحدها بل للأمتين العربية والإسلامية، نظراً لما يتمتع به -يرحمه الله- من حنكة ودهاء ودراية وحسن إدارة للأمور، وليس ذلك بمستغرب عليه فهو أحد أبناء مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز، يرحمه الله.إن الفقيد يرحمه الله شخصية فذة وأحد رجالات المملكة المخلصين الذين يشهد لهم التاريخ المعاصر ويسجل بمداد من نور ما قام به من أعمال وإنجازات في شتى مناحي الحياة على الصعيدين الداخلي والخارجي. لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد فقيد المملكة والعالم العربي والإسلامي الأمير نايف بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ونقدم أحر التعازي لخادم الحرمين الشريفين والعائلة المالكة الكريمة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -رحمه الله-. عبد الإله بن سامر بن طراد الملحم