قال تعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/154. وقوله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران:185) . بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقى خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الوفي نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير/نايف بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الداخلية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. رحل نايف الأمن ,رحل نايف السياسة,رحل نايف الهيبة ,رحل نايف الحوار بإختصار رحل نايف ,,وبقي نايف الأمان ,بقي نايف العدل ,بقي نايف الإطمئنان,بقي نايف الأخوة ,بقي نايف السلام بإختصار بقي لنا نايف ,,خمسا بخمس وغيرها فاقت قدرات الذهن أن تلم به وذلك لحضور الكم المرتبط بالكيف ,ولفاجعة المصاب الجلل الذي إمتزجت فيه الفجاءة بالدمعة,رحيل من دار الفناء إلى دار البقاء بحول الله تعالى. لقد كرس الأمير نايف بن عبدالعزيز وقته وحياته لخدمة هذا الوطن حكومة وشعبا وهذا الكلام ليس من فراغ ولتشهد على ذلك مايقارب الأربعة عقود قضاهامتربعا على هرم وزارة الداخلية وقد كانت هذه السنين الطوال مليئة بالأعمال الجليلة ولعل أبرزها وهذا على سبيل المثال للحصر ماقدم لخدمة الحرمين الشريفين وكذلك إرساء الأمن والأمان من أقاصي البلاد إلى أدناها,وتحقيق العدل الكبير من حيث وجود القضاء الإسلامي النزيه,ودوره الكبير في دعم الجمعيات الخيرية والأنشطة الإسلامية في شتى أقطار العالم. ومن أعماله محاربة الإرهاب والقضاء على أصحابه من خلال توجيه الضربات الإستباقية لهم في أوكارهم ,ولا ننسى أنه دعا أكثر من مرة أبناءه من الشباب السعودي المغرر بهم للعودة لوطنهم وفتح لهم باب المناصحة لكي يعودوا شبابا صالحين مصلحين ويعيشوا حياة كريمة أسوة بشباب الوطن الآخرين, وقد بين موقف المملكة في أكثر من مناسبة أنها ضد الإرهاب في أي مكان وفي أي زمان,وأيضا دوره في مكافحة المخدرات وتبني أبناء شهداء الواجب,ولو عرجت على كل عمل من هذه الأعمال لشلت يدي من الكتابة ولكن أكتفي برموز الأفعال,وذلك لأننا نعرف جميعا دوره في كل ماذكرت. من يختزل الراحل الكبير في نايف الأمن فقد يغفل شيئا من الحقيقة وهي أن الأمير نايف رجل سياسي له العديد من المشاركات العربية والولية فقد كان رئيس فخريا لوزراء الداخلية العرب,وقد قاد العديد من اللقاءات السياسية سواء كانت على مستوى الوفود أو على المستوى الثنائي,حاملا هموم أمتيه العربية والإسلامية معتبرا هذا مما يمليه عليه واجبه الإسلامي وممثلا في الوقت نفسه عن بلاد الحرمين والتي تعتبر دولة محورية في جميع القضايا التي تهم الشأن العربي أو الخليجي. نايف لو أفردت له الصفحات لكنا كمن يرمي حجرة في بحر حيث لا تأثير ولا تحرك في البحر شيئا ولكن هذا من التعبير الذي نكنه لهذا الفقيد الذي حزن عليه شعبه وأبناءه وكل من عرفه عن قرب أو بعد وحتى من خارج المملكة وهذا لأنه نايف بن عبدالعزيز. الأمر الملكي القاضي بتعيين الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد أفرح جميع أبناء الوطن ونهنأه بهذه الثقة الملكية من خادم الحرمين الشريفين,,فنسأل الله العظيم أن يعين سموه على هذه المهمة العظيمة وأن يهب له البطانة الصالحة الناصحة التي تعينه على الخير وتدله إليه,ونسأل الله أن يكون خير خلف لخير سلف . تغريدة(مابين رحيل سلطان الخير ونايف الأمن عيون دمعة يتيم وعويل ثكلى ..ربي أسكنهما الفردوس الأعلى من جنتك)