تدخل حي عرقة من الشرق فيستقبلك ميدان أخضر فسيح جميل فتغمرك البهجة وينشرح صدرك وتتوقع أن ما استقبلك إنما هو مقدمة تشي بما بعدها وتدل عليه . ثم تستمر متوجهاً غرباً إلى الحي عبر طريق الأمير مشعل بن عبدالعزيز ، وهو طريق لم تكتمل معالمه بعد ، ويقسم عرقة الجديدة شمالاً وجنوباً ، ولكنك حين تتوغل في الحي وتتجول في أجزائه تفقد شيئاً من بهجتك وبعضاً من انشراح صدرك ويخيب بعض توقعك للأسباب التالية : افتقار شوارع الحي إلى الأرصفة والتشجير والإنارة ، وبخاصة الجزء الذي يخترقه شارع الفواز وشارع الفلوة ؛ فهو معتم باستثناء ضوء هنا أو ضوء هناك مصدره مسجد أو منزل . افتقار الحي إلى ساحات مهيأة لممارسة بعض الألعاب والأنشطة الرياضية ، وتتوفر فيها وسائل الأمن والسلامة حتى لا يضطر الشباب إلى اتخاذ الشوارع لهذه الممارسات . افتقار الحي إلى حدائق جميلة تكون متنزهاً لأهل الحي ومكاناً آمناً يمارسون فيه رياضة المشي . افتقار الحي إلى إنجاز مشروع الصرف الصحي ، وبخاصة أن أرضية الحي صخرية لا تسمح لماء البيارات ( أعزكم الله ) بالتسرب فتفيض وتبعث رائحة تزكم الأنوف والنفوس معاً ، وتثقل الجيوب بشفطها في صهاريج . وأذكر قبل سنتين ، تقريباً ، أن أحداً جاء فوضع علامات للصرف الصحي في الشوارع وبجانب المنازل مما حول جامع الجريسي وامتداد شارعي الفواز والفلوة ، لكن زمن الانتظار طال والعلامات بدأت تندثر ولم ينجز الصرف ، هذا إلى جانب تعثر مشروع للصرف في الحي . حاجة تقاطع طريق الأمير مشعل بن عبدالعزيز مع شارع الأبراج إلى إشارة مرور ضوئية تنظم مرور السيارات ؛ فهو تقاطع خطر يسبب تركه بدون تنظيم أضراراً للأرواح والممتلكات . ثم إننا ، بين حين وآخر ، نرى أو نسمع تفحيطاً لا يسبب الإزعاج فحسب وإنما الحوادث والأضرار ، كما نفاجأ ، بين حين وآخر ، بمن يعكس السير ؛ فهاتان مخالفتان مروريتان تعدان ، إلى جانب خطرهما، سلوكاً غير حضاري نربأ بأهل الحي عنه . عرقة حي شاب وجميل بسكانه وجغرافيته وشوارعه وبالميادين في بعض أنحائه ، وبطريق الأمير مشعل ، الذي منحه الحيوية بربطه بالدائري الغربي وطريق الملك عبدالله وطريق الملك خالد ، لكن هذا الحي عاطل مما ذكرته ، فهل تتكرم وزارة المياه والكهرباء ، وأمانة منطقة الرياض ، والمديرية العامة للمرور بإنجاز مايفتقر إليه هذا الحي حتى يكتمل جماله وانشراح صدور ساكنيه وزائريه . إنني ، وفق مقولة (( تفاءلوا بالخير تجدوه )) متفائل بالتجاوب والإنجاز السريعين.