تصنع من اللبن ثلاثمائة وخمسون نوعاً من أنواع الجبنة، كما أن هناك دولاً تخصصت في صنع أنواع منها بل أن هناك مدينة هي بارما في إيطاليا ينهض اقتصادها على صناعة نوع من الجبنة يعرف بالجبنة البارميجيان التي توجد في كل مكان من العالم، وهناك الكاكاو الذي يدخل في المئات من صناعات الحلوى والكعك والشكولاته والآيس كريم، وهو يشكل بالنسبة لبلد مثل سويسرا دخلاً قد يكون الأهم في اقتصادها، وطبعاً هناك الصناعات التي تقوم على اللبن والشكولاته معاً، ونحن نستطيع بالبحوث والإبداع أن نفعل نفس الشيء في التمور التي تعتبر المحصول الرئيسي الزراعي في بلادنا الذي يبلغ الفائض فيه الذي لا يسوق مليار ريال في العام (صحيفة الشرق الأوسط العدد رقم 9695 الصادر بتاريخ 8/5/1426ه الموافق 14/6/2005م) وتوجد حالياً حوالي ثلاثة وأربعون مصنعاً تعمل على تعبئة التمور فقط دون أن تشكل أي صناعة تحويلية لها وتستوعب ما نسبته 8 إلى 14٪ من إنتاج المملكة، وفيما أعرف فإن جزءاً كبيراً منها لا يسوق وتقوم الدولة في الغالب بشراء ما يفيض منه وتتبرع به للدول الفقيرة، في حين أن هناك العديد من الصناعات كما أشرت قبل قليل التي يمكن أن تنهض على التمور بجانب كونها غذاء رئيسياً هاماً ولا سيما في موسم الحج ومن هذه الصناعات على سبيل المثال لا الحصر الآيس كريم والمشروبات الغذائية والمستحضرات الطبية والمحاليل السكرية كالجلوكوز والفركتور، بل لا أبالغ إذا قلت ان كل الحلويات التي تصنع من الشكولاته يمكن أن تصنع من التمور، ثم ان مخلفات التمور كالسعف يمكن أن تدخل أيضاً في صناعات كثيرة، ولهذا فإن عزم البعض على إنشاء شركة لتصنيع التمور يحمل الكثير من الخير لهذا البلد بجانب ربحها المحقق كما أنه ينقذ الآلاف من المزارعين الذين وصل به الفقر واليأس إلى إهمال مزارعهم والهجرة إلى المدن بحثاً عن موارد أخرى للرزق، وهذه الشركة سترفع عن الدولة عبء الدعم الذي تقدمه حالياً لمزارعي التمور وتغنيها عن شراء ما يفيض منه، كما أنها ستشكل إضافة لا يستهان بها إلى الناتج المحلي العام، فحيّ على الفلاح.