يأتي دعم سمو الأمير الوليد بن طلال لصالح مؤسسة (دبي هارفارد للأبحاث الطبية) بتخصيص منحة مالية قيمتها (5) ملايين دولار، تعزيزاً لأنشطة الكشف العلمي والأبحاث الطبية في المنطقة، وتقديراً لرؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع لإنشاء مركز اقليمي للرعاية الصحية ووضع حلول طبية لعدد من الأمراض الشائعة في المنطقة مثل أمراض: السرطان، والقلب، والشرايين، والسكري، والاضطراب الجيني... وهذه المنحة تساهم في دعم هذا المركز وتصب في خدمة أبناء المنطقة، لكن من المناسب جداً إقامة مثل هذه المراكز المتقدمة جداً لأبناء بلادنا حيث تنتشر مثل هذه الأمراض ويكلف علاجها الدولة والمواطن، الملايين من الريالات وتستنزف الاقتصاد المحلي واقتصاد الأسر التي ترعى مرض أحد أبنائها.. وبلادنا تحتضن العديد من الباحثين والأكاديميين العلميين والأطباء والمتخصصين وتحتاج من الشركات الكبرى ورجال الأعمال الدعم والمؤازرة لإقامة مراكز أبحاث للأمراض والإعاقات، فلو كانت هناك مبادرة من رجال الأعمال والشركات الكبرى لإقامة مركز أبحاث ومؤسسات للدراسات والمعلومات لاستطعنا أن نحقق هدفاً أولياً في بناء منشآت علمية تساند أجهزة الدولة في البحث والدراسة لقضايا طبية بدأت تشكل عبئاً على مستشفيات الدولة وعلى الأفراد والأسر.. سمو الأمير الوليد بن طلال له مساهمات كبيرة في مجال الأبحاث العلمية والأعمال الخيرية وهناك رجال أعمال وشركات ومؤسسات تساهم بانتظام في دعم هذه المراكز والجمعيات لكن المطلوب الآن من الوجهاء والأغنياء والميسورين هو إنشاء مراكز أبحاث داخل بلادنا لدعم الأكاديميين والباحثين والمتخصصين في الأبحاث العلمية لإقامة دراساتهم هنا في بلادنا بالتعاون مع الجامعات والمستشفيات ومراكز الأبحاث العالمية، فلا مركز الملك فيصل مستشفى التخصصي قادر على الأبحاث والعلاج في وقت واحد، ولا مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بقادرة أيضاً على تغطية جميع الأبحاث الطبية والانسانية والعلمية الأخرى، وكذا الجامعات عاجزة عن إقامة مراكز أبحاث لانشغالها بالتأهيل والتعليم والتدريب، لذا كان من المناسب أن يساهم القطاع الخاص تجاراً ورجال أعمال لإقامة أكثر من مركز أبحاث علمي لأمراض بدأت تنتشر مثل: السرطان والسكر والاضطراب الجيني... وهذا الدور من الأعمال هو ما ينتظره الوطن والباحثون لتأسيس بنية بحثية ومعلوماتية تطور البحث العلمي من خلال ربطه بأكاديميات ومستشفيات عالمية واستقطابه لباحثين عالميين لبناء معامل ومختبرات وتقنيات متطورة توفر للباحثين المحليين فرصة تطوير أبحاثهم وأيضاً ابتعاثهم للدراسة والتدريب في المراكز العلمية في الدول التي خطت خطوات واسعة في مجال الأبحاث. بلادنا تحتاج إلى تحرك أكثر من محور لمساندة أجهزة الدولة في بناء مراكز بحثية متقدمة... وبالتالي دعم الباحثين في تلك المراكز بدلاً من أن يحبطوا بالداخل أو يعيشوا متطفلين على مراكز الدول الأخرى.