كما توقعت في مقالتي السابقة بأن الأمور بين مستشار الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس اللجنة القانونية الدكتور ماجد قاروب المقال مرشحة للتصعيد أكثر على خلفية قرار إقالته المدوي من منصبيه في الاتحاد فقد كسر حاجز الصمت ببيانه الصارخ الذي قدم فيه استقالته من منصبه كرئيس للجنة الانتخابات، مديناً فيه قرار إقالته، ومتهماً اتحاد أحمد عيد بارتكاب تجاوزات فادحة وفاضحة، وملوحاً بعصا التهديد بالتصعيد للجهات الدولية المعنية؛ قبل أن يستدرك متراجعاً تحت تبريرات عديدة ساقها في بيانه. قاروب في بيانه الفضائحي أراد تعرية الاتحاد المؤقت، وكشف واقعه من الداخل، وإصابة رئيسه أحمد عيد في مقتل، بيد أن كل ما ابتغاه وسعى له جاء على عكس ما يتمنى، إذ لم يجد من يصطف معه في الوسط الرياضي، وهو ما ظهر على خلفية الآراء التي فندت البيان، إذ في الوقت الذي انتظر أن يقلب الطاولة في وجه عيد، وجد نفسه محشوراً بين أرجلها بمجرد أن تلقف الرياضيون بكافة شرائحهم البيان. السبب في ذلك يعود أولاً للصورة السيئة التي ارتسمت في ذهنية الأغلبية إن لم يكن الجميع إزاء عمل قاروب منذ اليوم الأول له في الاتحاد، والمبنية على مسوغات عديدة، تتعلق بالطريقة التي كان يدير بها الأمور، والتي لم تخلُ علناً من القيل والقال، وثانياً لأن كثيراً من الإدانات التي حملها البيان هي حجة على قاروب لا على أحمد عيد، كقضية الرشوة بين اللاعب تركي الثقفي، والحارس جابر العامري ووجود ناديي نجران والوحدة فيها كمدعي ومدعى عليه، خصوصاً من جهة أنها حدثت في الفترة التي سبقت عمل الإدارة المؤقتة، وتم الصمت عليها بوجود قاروب نفسه كطرف مسؤول، حتى أيقن الجميع أن ملفها قد طوي وحفظ في الأدراج. السؤال الآن هل ببيان قاروب وإعلانه الرحيل باستقالته من لجنة الانتخابات، وإغلاقه لآخر باب يمكن أن يدخله لساحة كرة القدم السعودية، وقبل ذلك بإقالته من مناصبه داخل الاتحاد يكون قد تمت كتابة السطر الأخير في حكاية الرجل الذي وصفته سابقاً بأنه الأخطر في تاريخ الكرة السعودية؟، شخصياً أشك في ذلك!، بل أكاد أتصور أن الرجل قادر على الاستدارة مرة أخرى والعودة لساحة كرة القدم ومن أوسع أبوابها، ما لم يكن هناك قرار نافذ وحاسم من جهة ما يضع حداً لجموح الرجل الذي بدا واضحاً في بيانه، والذي ما كان ليصدر بهذه الصيغة لولا أنه وجد مباركة ودعماً قوياً من جهة ما أخرى، إلا أن يكون هذا الرجل من القوة بحيث يكون فوق كل اعتبار، وهذا ما أستبعده تماما!. الأمر في تصوري لن يقف عند هذا الحد، فثمة داخل منظومة كرة القدم السعودية أكثر من قاروب بأشكال ومناصب مختلفة، ولا دور لها الآن إلا ممارسة التشويش على الإدارة المؤقتة، والسعي نحو هز الأرض من تحت أقدامها، وبذلك سيستمر صراع الإلغاء والوجود، إذ يبدو واضحاً أن وجود أحمد عيد تحديداً غير مستساغٍ، ولن يستساغ أبداً، ولذلك سيبقى الوسط الرياضي موعوداً مع قضايا كثيرة من هذا المستوى، وسيردد بعد كل قضية "توتة توتة"، ولكن لن تخلص الحدوتة"!