بدأ الخبر المنشور منذ ايام عن انشاء مختبرات لتحليل بقايا المبيدات في الخضروات والفواكه في الأحساء ( الحياة 17952 ) مثيرا للاهتمام ليس لأنه جديد في مفاهيمنا الصحية ولكن لأن هناك من ينشر هواجس الناس عن الموضوع ويظهر التفاعل الرسمي ومعترفاً بأهميته و كيف ان مختبر تحليل المبيدات اصبح امراً ضرورياً، نظراً لتعدد مصادر التلوث الغذائي بالملوثات الكيماوية والميكروبية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، في الفاكهة والخضار المحلية والمستوردة التي تخالف المواصفات والمقاييس والاشتراطات الصحية كما ذكر. وعن الحلول تابع الخبر بان أمانة الأحساء تملك جهازاً للكشف عن بقايا المبيدات في المنتجات الزراعية لفحص ما يرد لاسواقها من خضار وفاكهة محلية ومستوردة، والتأكد من خلوها من بقايا المبيدات وصلاحيتها للاستهلاك الآدمي. ودعا مسئول الامانة إلى الحد من من استهلاك المبيدات بشكل عشوائي وان يتم استخدامها بشكل آمن، للاستفادة منها دون وقوع ضرر قدر الامكان، وذلك عن طريق انشاء عيادة زراعية داخل سوق الخضار المركزي. وتم اعلامنا بأن وزارة الزراعة السعودية تعكف بالتنسيق مع الوزارات ذات العلاقة، على انشاء مختبرات داخل اسواق الخضار بهدف تحليل بقايا المبيدات ومياه الصرف الصحي في المنتجات الزراعية في الاسواق واخضاع المعروض منها للبيع للكشف والفحص، قبل بيعها للمستهلك لطمأنته والبائع لسلامة المنتج وخلوه من الاضرار وخلق بيئة خالية من بقايا المبيدات الضارة، وتنمية روح الوعي لدى المزارعين والمواطنين وتشجيع ودعم التوجه للزراعة العضوية. اخبار مفيدة لاشك ولكن حتى يتم انشاء المختبرات المعنية ماذا يفعل الناس فيما يتناولونه من خضروات وفواكه غير مطبوخة؟ في تجربة البيوت الكثير من الاساليب لتنقية الخضروات من بقايا المبيدات رغم اننا لا نملك اجهزة اختبار غير اننا نغسلها جيدا وبعضنا ينقعها في الخل بعض الوقت او يقشرها ويتوكل على الله. ولكن واقعيا هل هذا يكفي؟ نلاحظ في بعض الدول وجود اقسام مخصصة للأطعمة العضوية واغلبها باهض الثمن حتي ان الكثير من المشترين لا يبالون ومنطق اعتيادهم علي تناول المعروض غير العضوي عبر السنين لم يضرهم يسند ذلك التوجه بالطبع، غير ان تاريخ المزروعات في الماضي لم يكن مليئا بكل تلك المبيدات الكيماويات كما الحاضر، والآن ومع انتشار الوعي الصحي لدى الاغلبية بدأت تساؤلات الغذاء الصحي وتأثره بالاضافات. وقد قرأت منذ فترة عن ارسال عينات من سمك الباس لمختبرات بالخارج بعد عزوف الناس عن شرائه تأثراً بما كان يتناثر حول اضراره، ومعظمنا وصلته ايملات وملاحظات سلبية ولكن البحث بواسطة المختبرات يبدو توجهاً مثالياً ان اردنا توعية المستهلكين. اخيرا يبدو لجوء الناس إلى زراعة الخضروات الورقية مثلا في اسطح منازلهم وشرفات الشقق امراً جميلاً اولاً: لانه يعلمنا ومفيد ومضمون خلوه من الكيماويات، وفي الفترة الاخيرة بدأت موضة زراعة الاشجار وبعض المنتجات الزراعية على اسطح العمائر والمباني في نيويورك ثم بيروت والقاهرة توجه من الأجدر تبنيه اجتماعياً وبيئياً لعل درجات الحرارة المرتفعة تخف بدورها ان شاء الله.