(انجح وأجيب لك سيكل)..بهذه الكلمات كان الآباء يشجعون أبناءهم ويغرونهم للاجتهاد في الدراسة والحرص على النجاح، على الرغم من ان الآباء كانوا يعتقدون ان السيكل، الذي يطلق عليه سابقا( حمار إبليس )، يمثل خطورة على أبنائهم إلا أن تمسك الأبناء يجبرهم على شرائه والاستسلام لمطالبهم التي تعتبر أغلى هدية يحصلون عليها بعد النجاح في ذلك الحين. بعد الحصول على السيكل الذي تختلف أحجامه من " 20 و24 و26 " تأتي مرحلة الاكسسوارات الخاصة بالسيكل التي يتم فيها انفاق القليل من المال والإبداع والابتكار والتميز وتسمى(الزبرقة) التي تبدأ(بالشطرطون) والملون وايضا وضع الاسفنج الملون بين العجلات و(النسافات) لحجز المياه، والأنوار الخلفية والأمامية التي تسمى(بالكبس) والانتل الطويل الذي راح ضحيته الكثير من(سيارات الحارة)..يعتبر الشخص الذي يميز نفسه عن المجموعة ويملك الكثير من المال هو من يضع مسجلاً ويضطر الى ان يغير بطاريته كل ساعة لكثرة الدوران والاستعراض امام أصدقائه. تحت أشعة الشمس وفي درجة حرارة عالية كان اصحاب السياكل يستمتعون بالقيادة واللعب في الشارع ومسابقة المركبات، وعندما يشتري الاب السيكل كان لابد ان يشتري معه نصف درزن من الملابس الداخلية( سروال وفانيلة ) لكثرة تعرضها للتلف بسبب الجنزير الذي عادة ما يلتهم (السروال) او بسبب السقوط المتكرر من السيكل او ما يعرف (بالغزالة) وهي رفع مقدمة السيكل الى مستوى رأس القائد(الحريف) وتتطلب تركيزاً عالياً لأن اي خطأ يكلفه سقطة موجعة على مؤخرة الرأس، وكذلك عندما يطلب منه صديقه إيصاله (اردفني) وتحميل السيكل مالا يستطيع! عادةً ما يعود الابن للمنزل وهو مصاب و يتقاطر دما إما باصابة في المرفق او خدوش في الركبة التي اصبحت تأخذ لون الأسفلت، والكارثة عندما يفقد-سواق السيكل-(أسنانه الأمامية) ويصبح أثرم.! "السيكل" أو ما يعرف بالدراجة الهوائية يعتبر من الرياضات التي يساهم بشكل كبير في رفع قوة ونشاط جميع عضلات الجسم وكذلك يساهم في تقوية العظام وفي نفس الوقت لا يسبب أي ضغط على الركبة لذلك فإن استخدام الدراجة الهوائية مطلوب ومفيد لرفع مستوى اللياقة والقوة والحيوية وكذلك حرق الدهون ومستوى الصحة والنشاط والحيوية، وهو ما يتمتع به أبناء ذلك الجيل المختلفين حالياً عن جيل اليوم بالبرود و( العجّز ). سيكل مقاس 26.. أيام زمان