لم يعد هوس الاهتمام بتزيين المركبات، أو ما يعرف في أوساط الشباب ب "الوسوسة" مقتصرا على الشباب أو المراهقين الذين يحرصون على تزيين مركباتهم؛ بل تعدى وصول هذا "الهوس" إلى الصغار الذين أصبحوا يهوون تزيين دراجاتهم الهوائية، التي يولونها عناية خاصة، ويتباهون بها وبإكسسواراتها أمام أبناء الحي، ومع رواج هذه الهواية أصبحت محلات بيع زينة المركبات تعج بالصغار الذين يشترون إكسسوارات الدراجات التي تتعدد لتشمل الأبواق واللوحات التي تحمل أرقاما مميزة، وغيرها من مستلزمات الزينة. يقول عمر عبدالرحمن أنه حصل على دراجته هدية من والده، حينما تفوق في اختبار الفصل الدراسي الأول، وكان يحلم بشكل خاص بالحصول على دراجة، حيث كان يرسم شكلها على أوراقه الخاصة، ويحدد الآلية التي سوف تكون عليه في المستقبل، مضيفا أنه يهوى الراليات الخاصة بالدارجات النارية ليرى ما هي الإضافات التي يضيفها كل متسابق على دراجته النارية، ومن ثم يعدل فيها، ويحاول قدر المستطاع إضافتها لدراجته، لتكون وفقا لتسميته "سيكل 2011". وأوضح عمر أنه عندما يفتح الإنترنت، وخاصة عند البحث عن لعبة معينة، يتابع سباقات الدراجات، ويبحث عن الإكسسوارات الجديدة التي يمكن أن يزين بها دراجته، مشيرا إلى أنه قام بوضع بوق خاص بدراجته، وأنوار خلفية وأخرى أمامية. إضافة إلى مرآة، كما قام بتركيب لوحة مرورية مزودة بأرقام خاصة مثلها مثل المركبات الأخرى لتأخذ دراجته الوضع المروري المناسب من وجهة نظره. وبين عمر أنه على الرغم من هذا الاهتمام بتزيين دراجته، إلا أن والديه لا يمكنانه من الخروج بها خارج المنزل، خوفا عليه من الشارع وما قد يحدث فيه، وأنه لا يقود دراجته إلا في الاستراحة الخاصة بهم. وقال محمد سلطان (طالب بالصف الثالث المتوسط) إنه صمم بالاستراحة الخاصة بأسرته شوارع وأنظمة مرورية يسير عليها هو وأبناء عمومته أثناء التقائهم في العطلات، حيث يتفنن كل واحد منهم في عرض آخر الابتكارات التي أضافها على دراجته، مشيرا إلى أنه وضع بدراجته "نسافات" وفرامل وبوقا بصوت هادئ كما يفضله هو، إضافة إلى تركيبه لمسجل يسمع من خلاله الأغاني التي يفضلها، مشيرا إلى أنه يتمنى أن يخرج بدراجته خارج حدود منزله أو الاستراحة ليعيش أجواء الشارع، ومحاكاة السيارات، واستعراض آخر ابتكارات "وسوسة الدراجات"، أو "السياكل" كما يطلقون عليها في التسمية العامية. وبين إقبال الباكستاني (عامل في إحدى المحلات التي تهتم بتزيين الدراجات) أن المحل يوفر كافة الإكسسوارات الخاصة بالدراجات حسب طلب الزبون، وأن أكثر زبائن المحل من صغار السن والمراهقين الذين يريدون أن يخرجوا دراجتهم بصورة مميزة ولافتة، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء الصغار يأتون بقائمة من الطلبات التي يريدون تنفيذها وتصميمها على دراجاتهم. وأضاف أن "بعض طلبات الأطفال تكون عشوائية من دون معرفة بمدى مناسبتها لهم، ومن جانبنا نحاول أن نخبر الزبون حول مدى مناسبتها للدراجة ونوعها من عدمه، ولكن أمام تصميم البعض لا نجد بدا من التنفيذ، وأحيانا نتدخل، ونقدم للزبون أفكارا مناسبة، وإضافة الإكسسوارات المناسبة، وتثبيتها بالدراجة، وندرب الزبون على التعامل مع القطعة، بحيث يتمكن من إصلاحها بصورة سريعة إذا كان يمتلك هذه المهارة". وأشار إقبال إلى أن البعض الآخر يقوم بوضع أعلام وصور منوعة كصور اللاعبين أو أي شيء يرمز للوطن والاحتفال به مشيرا إلى أن البعض من هؤلاء الزبائن يقومون بصيانة دورية لدراجاتهم أو "سياكلهم"، وقد يتفنن البعض في "وسوسة" الدراجات لدرجة أن البعض يقوم بشراء غطاء خاص لها حتى لا تتأثر دراجته بحرارة الشمس أو بالبرودة.