عبد الله منور الجميلي - المدينة السعودية قال الضَمِير المُتَكَلّم :( صَدر السماح ل « محمد ... « باستعمال « السّيْكَل « لظروفه ، وذلك من بيته إلى الدّكُان ، وما عدا ذلك ؛ فلا يكون له رخصة إلا بشُغْلٍ لوالده ؛ بشرط أن لا يَخْرُجَ عليه بالليل ، ولا خَلف البلاد ، ولا يُرْدِفَ عليه ، ولا يُؤَجِره ، ولا يدخل عليه وسط السّوق .. ) . هذا نَصّ تصريح استعمال « سِيْكَل « ( دراجة هوائية ) انتشرت صورته عبر مواقع ومنتديات الإنترنت على أنه صَادر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ( مدينة بريدة ) ، تحت الرقم ( 7 ) بتأريخ ( 1 محرم 1381ه ) . وأعتقد أنه من وثائق ( متحف الدبيخي ) !! وحسب جريدة الرياض في لقاء مع أحد كبار السن في ( 2 فبراير 2005م ) ؛ فإن عقوبة قيادة السّيْكَل أو ( حِصَان إبليس ) كما كان يُسَمّى حينها دون تصريح ( مصادرته ، وخمس جلدات لقائده ) !! تلك التصاريح والعقوبات مع ظرافتها ، وكشفها لبساطة ذلك الزمان ؛ إلا أنها تؤكد على حقائق منها : ( تقديم سوء الظن ، وصراع الأجيال ، وصدمة الحضارات التي كان ومازال يعاني منها مجتمعنا ) ! فتصوروا وصول وافِد جديد يطرق أبواب حياة المجتمع ، وهو ( السّيكل ) كانت النظرة الأولى له سلبية ، واعتباره أداة للمُنكر ؛ ولدَرءِ مفاسده وشبهاته لابد من وضعه داخل دائرة ( الممنوع ) الذي لا يستعمل إلا بتصريح من ( الهَيئة ) !! وهذا تأكيد على المعاناة من صِراع الأجيال الذي يضربُ بأطنابه على قناعاتنا المجتمعية ؛ فالجديد سواء كان مخترعَاً أو أداة أو حتى سلوكاً يأتي به أو يمارسه جِيل الشباب ولم يكن معروفاً أو مألوفاً في حياة الآباء أو الأجداد يقابل بداية بالرّيبة والرفض ، ويتم توظيف الدّين للوقوف في وجهه أو الحَدّ منه ( وإلا ما علاقة الهيئة بالسّيْكَل ) ، ويأتي في هذا السياق رفض مدارس الفتيات في بعض المناطق والمحافظات عند إقرارها !! أيضاً الحقيقة الأخرى أن مجتمعنا يعاني من داء مُزمن وهو ( صدمة الحضارة ) ؛ حيث يكون التعامل مع مستجدات العصر في العموم والغالب من جوانبها السلبية ؛ فربما ( ذلك السّيكل ) كان عند المصدومين به حضارياً أداة لنشر الفوضى والتجاوزات في استخدامه ؛ مما فَرَض ظهور ذلك ( التّصريح ) !! وتعامل بعض شبابنا وفتياتنا مع القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت خير شاهد ؛ حيث التهافت عليها بجوانبها السلبية ؛ مما جعل جُلّ القائمين عليها يستغلون ذلك في استقطاب الشباب واستنزاف أموالهم !! تلك الحقائق المجتمعية مازالت حاضرة ، والمجتمع يعاني منها بتَبِعاتها ، وقيودها وتصاريحها ، ولم تتم معالجتها تربوياً واجتماعياً إلا بالمزيد من دوائر المنع والتحريم ؛ فأين أهل الاختصاص ؟! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .