يستفزك المشهد وأنت تدلف باتجاه السلالم الكهربائية المؤدية إلى الحرم المكي من تحت ساحاته وتحديدا عبر أنفاق السوق الصغير حيث تنشر أفريقيات بضائعهن « من فئة ما رخص ثمنه « لعرضه على قطع قماشية ، هذا المشهد بات مألوفا قبيل وبعد صلاة العشاء وعقب صلاة الجمعة . ملامح المشهد جسدت لنا بجلاء تجاوزات تجارة البقشة الأفريقية وتحايلها على فرق مراقبة الأسواق بأمانة مكة في الوقت ذاته يندر مشاهدة تجاوزات الجاليات الأخرى من السيدات في مركزية مكةالمكرمة مما يثير الأسئلة عن سر اتساع ظاهرة البيع النسائي الأفريقي . جولة في المكان كفيلة بان تكشف عن تجمع الأفريقيات وهن يحملن بقش البضائع المنوعة في مجموعات وعبر سيارات يقودها ابناء جلدتهم لتتم بعدها مراقبة المكان للتأكد من خلوه من سيارات لأمانة العاصمة . وتركز مبيعات الأفريقيات على البضائع الرخيصة التي عادة ما تجلب من أسواق الجملة من أسواق جدة مثل الخردوات والملابس الرجالية والنسائية والألعاب البلاستيكية والحناء والأحذية والأغطية وملابس وسائد النوم والقلائد والحلي النسائية وفرشات أسرّة النوم والحناء والساعات المقلدة فيما تباع الملابس الرجالية المستعملة التي تستقبل عن طريق المحسنين . الغريب في الأمر ان الأفريقيات على معرفة تامة بدوام وجولات المراقبين فثمة أفريقيات يقمن بأعمال المراقبة للبائعات تحسباً لقدوم المراقبين من أمانة مكة . يحيى بن عطية رئيس اللجنة الوطنية لرعاية أسر السجناء أكد أنه لا حل من الخروج من هذا المأزق في ضمان وصول ملابس المحسنين إلى مستحقيها إلا من خلال تنفيذ مشروع مركز استقبال هذه الملابس عن طريق تخصيص هاتف خاص لاستقبال البلاغات وتوفير عمالة لغسيل وتعقيم وكوي ما يرد من ملابس ووضعها داخل أكياس شفافة تبرز مقاسها ولونها داخل معرض ثابت تخصص فيه غرفة للقياس وتصرف للجهات المستفيدة وفق قاعدة بيانات تتأكد من مرور الحالات على البحث الاجتماعي بطريقة حاسوبية مشيراً إلى تجربة نفذت قبل 3 سنوات داخل جهة خيرية تمخض عنها صرف أكثر من 28 ألف قطعة من الملابس استفادت منها 1500 أسرة بمكةالمكرمة وتوقف 20 فستاناً للزفاف عالية الجودة على زوجات محتاجات تزوجن بشباب فقراء . إلى ذلك طالبت الدكتورة وفاء مندر دراسة إمكانية فتح المجال أمام أبناء الأسر من ذوي الظروف المادية لبيع منتجاتهن المكية وسط أكشاك خاصة يتم تحديدها من قبل أمانة العاصمة لتجاوز المشاهدات غير الحضارية والتي رسم ملامحها الأفريقيات . المنظر يعكر صفو القادم للبيت الحرام