بات مشهد الأفريقيات اللاتي يمارسن تجارة البقشة مألوفا قبيل وبعد صلاة العشاء أسفل نفق السوق الصغير المؤدي إلى ساحات الحرم المكي عبر السلالم الكهربائية، وهو ما يجسد انتشار تجارة البقشة. كثير من مرتادي الحرم المكي الشريف من أهل مكة يتساءلون عن سر هذه الظاهرة، وعما إذا كانت غرفة عمليات أمانة مكة لم تتلق بلاغات عن مخالفاتهم، ثم ماذا يعني بروز هذه الإشكالية في منطقة تعتبر الواجهة الحضارية أمام أكثر من 100 جنسية تفد هذه الأيام للعمرة. زيارات «عكاظ» المسائية لتلك المواقع كشفت عن تزايد مساحة هذا النوع من التجارة فيما بلغت المخاوف الذروة من جرأة أفريقيات، كما كشفت عن تجمع أفريقيات في سيارات خصوصية قبل أذان العشاء بعشر دقائق لمراقبة الموقع فيما تنتشر البسطات بشكل سريع أمام ممرات دخول المصلين والمعتمرين لدرجة عرقلة حركة المرور.وتركز مبيعاتهن على البضائع الرخيصة التي عادة ما تجلب من أسواق الجملة مثل الخردوات والملابس الرجالية والنسائية والألعاب البلاستيكية والأحذية والأغطية وملابس وسائد النوم والقلائد والحلي النسائية وفرشات أسرة النوم والحناء والساعات المقلدة. ورصدت «عكاظ» أسعار الملابس الرجالية المستعملة التي تستقبل عن طريق المحسنين، حيث يباع الثوب بعشرة ريالات فيما تباع السراويل ثلاثة بخمسة ريالات. الشيخ يحيى الكناني رئيس اللجنة الوطنية لرعاية أسر السجناء تراحم والمتخصص في العمل الخيري قال: إنه لا حل من الخروج من هذا المأزق في ضمان وصول ملابس المحسنين إلى مستحقيها إلا من خلال تنفيذ مشروع مركز استقبال هذه الملابس عن طريق تخصيص هاتف خاص لاستقبال البلاغات وتوفير عمالة لغسل وتعقيم وكوي ما يرد من ملابس ووضعها داخل أكياس شفافة تبرز مقاسها ولونها داخل معرض ثابت تخصص فيه غرفة للقياس وتصرف للجهات المستفيدة وفق قاعدة بيانات تتأكد من مرور الحالات على البحث الاجتماعي بطريقة حاسوبية، مشيرا إلى تجربة نفذت قبل ثلاث سنوات داخل جهة خيرية تمخض عنها صرف 28792 قطعة استفادت منها 1500 أسرة في مكةالمكرمة وتوقف 20 فستانا للزفاف عالية الجودة على زوجات محتاجات تزوجن بشباب فقراء.