هذه الأيام ووسط عاصفة الكراهية الموجهة ضد المملكة وما تمثله من هوية وثقل روحي وجغرافي,وبعد أن فشلت محاولات إثارة الفتن بداخلها من قبل , أعد سيناريو جديد يقول عنه مجلس الشورى بأن الاحداث المسيئة للسفارة السعودية بمصر كانت ممنهجة ولم تنفذ بواسطة غوغائيين كما ذكر, ونحن نميل إلى الاعتقاد بنفس الرأي,اذ ان كل محاولات الفوضى وغياب هيبة الدولة وغياب الامن يحدث في مصر العزيزة بصورة متواصلة تكاد تكون ممنهجة هي ايضا ولا تؤشر إلى هدف او مشروع وطني او ديمقراطي كما تدعي البيانات والخطب المتداولة والخلافات المعلنة بين الاقطاب المتنافسة,والنتيجة هي تدهور اقتصادي وامني يؤكد مفكرو مصر العقلاء بأنه مخطط معروف بواسطة جهات خارجية تدفع بهذا الانهيار من اجل تفتيت الدولة وجعلها ضعيفة ودون هيبة. صفحات الاجندة تتواليى بالطبع, ولكن على مستوى عزل مصر الحضارة والتأثير العربي عن المملكة فإن جرأة المحاولة، وتشويه الحقائق إعلاميا بدآ خارج اطار الخطوط المتعارف عليها وبعيدا عن المنطق.اما قضية الجيزاوي ومحاولات جلب المخدرات للمملكة فحدث ولا حرج.فمع تواصل انجازات رجال مكافحة المخدرات البواسل في وطننا وضبط الكميات الهائلة المعلن عنها على مدى شهور ,وهي عادة ما تكون مخبأة بدقة ومهارة غير انها لا تخفى عن اعين رجال المكافحة, ومع ذلك يأتي احدهم وهو يخبئ 21380 حبة مخدرة في مصحفين وعلب حليب الاطفال! يأتي بالمصاحف إلى بلد المصاحف, بلد الحرمين الشريفين ويظن انه يتعامل مع ثقافة وتعليم شخوص وزمن يعود خمسين او ستين عاما مضت؟ وليس إلى حاضر يزهو بمشاريع المدن الجامعية وعقول رجال ونساء تميزوا بالانجاز العلمي والتطبيقات الحديثة والتدريب الامني المستمر؟ ان مشكلة بعض العرب انهم فعلا مازالوا يعيشون فترات زمنية ماضية ويعتقدون بأنهم الاذكى والاكثر تعليما ووعيا وفهما, وعندما تنطبع صورة الخليجي القديمة في الاذهان فإن محاولات الاختراق الساذجة تظهر بكل سهولة.ثم تأتي المفاجأة عندما يجدون بأنهم - اي اصحاب المفاهيم العتيقة - يجدون بأن من يحاولون خداعهم هم رجال المستقبل علما ولياقة ووعيا وانتماء. وشتان بين الفريقين. اننا كأجيال متاوفتة نفخر بأن كثيرا منا تعلم في مصر في طفولته او شبابه,وعرف الدنيا لدى ام الدنيا, تلك الاجيال كبرت ونضجت وجاءت غيرها وابتعثت واستعانت المؤسسات بكل ما هو جديد ولم تتوقف الحياة بل ازددنا محبة واعتزازا لمصر التي نعرف,مصر الفكر ومنابع الثقافة والفنون , المحبة لكل الناس والمرحبة بكل اشقائها فماذا نقول الآن عن الحال؟ نأسف من اجل ما اصابها ومن انتشار الغوغائية والبلطجة ونتمنى لها صحوة جماعية ووعيا نافذا بما يحيط بها من تحديات ومؤامرات عسى الله ان ينجيها من كل شر وتعود لعالمها الحضاري وللبناء. اما حقوق وقوانين المملكة فهي حقها ان تحترم كما هو حق كل إنسان بحياة آمنة مستقرة قبل كل شيء.