مدخل : من غيث الروح وعمق التجربة الحياتية وشفافية العشق والانحياز للإنسان، خرج لنا صوته ليشكل لنا خلقاً جديداً لشعر يؤسس لانبثاق ضوء لمرحلة تؤمن بأهمية الشعر ككائن قادر على بعث الحياة في اللغة وتنشيطها أكثر من أي وقت مضى .. اما قبل : لم يكن ظل الحنجرة قادراً على السفر أكثر من مسافة حدود قرية خرج منها وبالكاد يتجاوزها في حالات نادرة حتى : فاح وجدانه بحقيقة هي أقرب لليقين من دندنة عاشق - أو حماسة ابن قبيلة في مدح مآثر قبيلته لتؤكد قدرة الشعر على اختراق الوجدان والوصول الى أقصى نقطة غيبها الضوء عن الحياة ..تدلت عناقيد الشعر كما لم تفعل من قبل وكائن الأرواح والقلوب تهيئة لتكون حديقة غناء يرويها صوته كلما مر على الناس جفاف يبعدهم عن الحياة .. وعلى جانب اخر هيأ الله له مجهرية العين التي تقرأُ بوضوح التجربة الإنسانية منذ الأزل لتقدم بأقل الحروف قراءة تغني للمتبصر عن أعوام ربما تمر به دون الوعي الكامل في تفاصيل حياته ليظفر بالحكمة التي تنمو على ضفافها المعرفة من غيث الشعر وهباته لولا الهرم والفقر والثالث الموت=يالادمي بالكون يا عظم شانك سخّرت ذرات الهوا تفهم الصوت=وخليتها اطوع من تحرك بنانك جماد تكلمها وهي وسط تابوت=تاخذ وتعطي ما صدر من بيانك وعزمت من فوق القمر تبني بيوت=من يقهرك لو هو طويل زمانك لولا الثلاث وشان من قّر الفوت=نفّذت كل اللي يقوله لسانك بقدر متطلبات الروح واحتياجها يتكون الكلام في روح لها من الشموخ ما يخجل الخذلان من الاقتراب ومايجبر عزاء دمعة تلاطمت كموج هادر وقفت العزة بينه وبينها أن لا تسيل لتمهد لنبع الشعر سبل الارتقاء إلى أعلى كحالة سمو تعري بشفافية جوانب السواد وعين عسى المولى يعجل فرجها=يفوح ناظرها كما عين هداج استرسلت للدمع من مارهجها=غيظ يكظ عبارها مثل الامواج كم واحد له غاية ما هرجها=يكنها لو هو للادنين محتاج يخاف من عوجا طوال عوجها=هرجة قفا يركض بها هراج يقضب عليك المخطيه من احججها=حلو نباه وقلبه اسود من الصاج انفتاح أبواب الذاكرة في غفلة من النسيان يعني أن يتداعى لك العمر بمرة وحلوه إن تقرءا سيرة الراحلين والباقين بحميمة لا تلتحم مع روح متنافرة مع من حولها بل روح تمد البياض في كل صوب وتثورلأجل الكل وهي في حقيقتها تؤسس لنقاء كما تؤسس للقوة التى يبعثها التسامح في جسد المجتمع لاخاب ظني بالرفيق الموالي=مالي مشاريه على نايد الناس لعل قصر مايجيله اظلالي=ينهد من عالي مبانيه للساس لاصار ماهو مدهل ٍ للرجالي=وملجا لمن هو يشكي الظيم والباس بحسناك يامنشى حقوق الخيالي=ياخالق اجناس ٍ ويامفنى اجناس والمتتبع للحركة الشعرية منذ أن تعطر الفضاء بصوته يدرك تماما كيف غرق الشعراء بوعي ودون وعي في محبرته؟ إذ لا يمر بالي أنَّ هناك تجربة شعريه حقيقة في العصر الحالي لم تغمس روحها في ثنايا بوحه وهو : بذلك شكل الركيزة الأساسية للشعر الشعبي وحدد ملامح القصيدة النبطية بكافة أشكالها وأغراضها وفي ميزانه لايستطيع المتلقي ترجيح كفة أي غرض من أغراض الشعر على كف آخر لأن الشعر مداد حقيقي لروح مصبوغة بهِ قل لي هلا وآقول صبحك بالخير=وقل مرحبا واقول ياروح روحي يابو ثمانٍ بالمبيسم مغاتير=أغليك وانت اللي تسبب جروحي جاوبت من فرقاك خلجٍ على ضير=وناديت بإسمك والمخاليق توحي حيثك هواي من البنيّ الغنادير=وليا عذلني واحدٍ قلت مااوحي أغليك ماطاوعت عذّال ومشير=وحياة من مشّى السفينة بنوحي قلبي على لاماك يكفخ كما الطير=ماعادلت روعات قلبي فروحي ورجلي تزيد المشي يمك بتصخير=ولا تعدت يم غيرك شبوحي وهموم قلبي منك ورد ومصادير=اكّن عبراتي ودمعي يفوحي وش جابني لولا إن هذي مقادير=إلا انها كِتبت بلوحك ولوحي اما بعد كالماء المنهمر من كف سحابة لتكتب الأرض بربيع دائم كتب الأمير محمد الأحمد السديري على جدران أرواحنا حكايا من الفروسية والعشق المغتسلة بالحكمة والتي تجعلنا نستحضر الوفاء بأقل مانملك تجاه هذا الرمز الباقي في ذاكرة الانسان