الدارسة في الخارج هي عامل مهم لخلق جيل ذي أفق منفتح على ثقافات، وعادات، وتقاليد الشعوب الأخرى يعمل في كل أحواله على أخذ وتبنّي المفيد منها، وإبداء قدر عال من الاحترام والتقدير للعادات والتقاليد المخالفة لما نملكه. فالمبتعثون أداة لبناء جسور التواصل والتفاهم بيننا وبين العالم الخارجي، ما يزيد من مجالات التعاون، ويعزز أواصر صداقتنا لشعوب العالم. كما تجعل المبتعثين أكثر شمولية وعمقاً في نظرتهم لمجتمعهم وقضاياهم الاجتماعية، والثقافية، والتعليمية وفي الوقت نفسه تعمل على تهذيب نظرتهم، وتجعل حكمهم على كثير من الامور واقعيا. ووسيلة لإكساب المبتعثين في الخارج قيماً مهنية. كما أن المبتعثين سوف يتركون بيئتهم التي تعودوا عليها وسيذهبون إلى بيئة جديدة عليهم، وسيتعرضون لعادات وتقاليد اجتماعية وأكاديمية جديدة. وبحكم تجربتي السابقة في عملي كملحق ثقافي لدي بعض النصائح لأبنائنا المبتعثين وهي: - الحذر من إقامة علاقات مع أناس لا تعرفهم ولا تعرف تاريخهم، حتى لو كانوا عرباً أو مسلمين، فبعض هذه العلاقات قد تعرضك لمشكلات كبيرة ومعقدة. - يجب ألا تحمل أي بطاقات أو كروت لا تخصك، فمن المحتمل أن توجه لك تهمة انتحال الشخصية. - يجب أن تكون أية معلومة تدلي بها أو تدونها صحيحة وأن تطابق الواقع، فمعلومات الهاتف أو الكهرباء أو عقد الايجار أو أي شيء آخر تذكره عن نفسك أو عن جنسيتك أو عن مستواك التعليمي، يجب أن يكون دقيقاً. - يجب أن تتوخى الحذر في أحاديثك وتعبيراتك عن شخصيتك وثقافتك وبلدك، فأنت لست مضطراً للدخول في خصومات مع من يخالفونك الرأي، فيجب أن تركز في دراستك فقط. فأحياناً يكون التزام الصمت علاج لمشكلات كبيرة. - احذر من أن تتغيب عن محاضرة ويحضرك أحد زملائك، أو أن تقوم بتحضير زميل لك متغيب، فهذا مخالف لنظام الجامعة التي تعاقب عليه في حال ثبوته بالطرد وربما يحال الشخص إلى المحكمة بتهمة التزوير والاحتيال. - يجب أن تكون على دراية بثقافة البلد الذي ستدرس فيه، من طريقة كلامهم، وطبيعة ملابسهم وخاصة النساء كي لا تضع نفسك في مواقف جداً محرجة. - كن حذراً في رسائلك الصوتية ومكالماتك من خلال الهاتف، وكذلك الرسائل التي تبعثها عبر الإيميل. - تأكد ان اسمك موحّد من حيث التهجئة (Spelling) في جميع وثائقك (الشهادات، الجواز، رخصة القيادة، التوصيات، بطاقات البنك، وغيرها). - احذر من الدخول على أي موقع إباحي أو سياسي، فهذه المواقع في الغالب تخضع لمراقبة السلطات، ويمكن التعرف إلى هوية المتصفح لها من خلال رقم (الآي بي) الخاص بجهازك، ويمكن توجيه أي تهمة لك. - يجب أن تتعرف إلى طبيعة وحدود العلاقات الاجتماعية، وأن تعرف ما هو مقبول وما هو مستهجن وما هو ممنوع كي لا تقع في أية مشكلات أنت في غنى عنها. - لا تترك أي أشياء في سكنك أو في سيارتك من دون أن تعلم محتواها أو طبيعتها. - لا تستقبل في سكنك أناساً لا تعرفهم، أو لا تكون على دراية بأنشطتهم. - احذر من أن تتورط مع أية طائفة سياسية أو مجموعات لها أنشطة محذورة. - يجب أن تتعرف إلى طبيعة المدينة التي تسكنها، وهذا يتضمن معرفة الأماكن الآمنة التي يمكنك أن تتجول فيها والأماكن الخطيرة بها لتتحاشى الذهاب إليها. - يجب ألا تبقى لوقت متأخر خارج السكن لألا تتعرض لمواقف خطيرة، ولتكون متفرغا لهدفك الذي قدمت من أجله وهو الدراسة والتفوق. ختاما.. نوصي أبناءنا المبتعثين بأن يكونوا قدوة حسنة لقيادتهم ووطنهم، وأن يعكسوا صورة رائعة عن وطنهم المملكة العربية السعودية وما وصلت إليه من تطور بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - الذي يسعى جاهداً للارتقاء بهذا الوطن وشعبه إلى أعلى المستويات. متمنيا لكل المبتعثين التوفيق والنجاح، والعودة إلى أرض الوطن محملين بأعلى الشهادات. * وزارة التعليم العالي