أيا وطني.. يا مؤلي وملاذي.. أنت عندي أغلى ما في الوجود.. وأعز لدي ما في الحياة.. فلقد أبصرت النور في أرضك ونشأت وترعرعت على ترابك وتلذذت بالطيبات من خيرات أرضك ونعمت برغد العيش من نعمائك وسعدت بنعيم الحياة في أفيائك.. فلن يغمض لي جفن ولا تهنأ لي حياة لو بعدت عن أرضك أو نأيت عن سماك. أفديك بالنفس والنفيس واضحي في سبيلك بالغالي والرخيص وبكل ما ملكت يميني.. لا.. لا.. لن أنساك ما دام في قلبي عرق ينبض.. ولن تغيب عن ناظري طالما في جسدي رمق من حياة فحبك يتغلغل في أعماق فؤادي ويلامس شغاف قلبي ويذوب في سويداء مهجتي. وهل هناك حب يفوق حب الوطن.. وهل ثم هوى يسمو على عشق البلاد.. فلسوف أذود عن حماك في الضراء والمحن.. ف (خيالك في عيني، وذكرك في فمي، ومثواك في فؤادي) كما قال ذلك العاشق الولهان في من تولّه به صبابةً.. فلك يا وطن الجدود حبي وولائي.. ودمت يا بلد الخير حراً أبياً. ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال: وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي ولله در من قال: بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام