السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احبتي الكرام : اتمنى ممن يريد قراءة الابيات ان يتمهل في قراءتها فانها مرتبطة بقصة مؤثرة ذكرتها بعد القصيدة ، لئلا تفسد عنصر المفاجأة المذكور في القصيدة نفسها :- إلى صديقي الذي عاجله الحب طفلا ** أيا كم عذَّبَ الأقوام َ شوقٌ *** و زمجرَ في فؤادهمُ التياعُ و زارهمُ الهوى والعودُ غضٌّ *** وأمرُ الحبِّ مسموعٌ مطاعُ عرفتَ نداوةَ الأشواقِ طفلاً *** بريئاً والعيونُ لها التماعُ يزورك طيفها فتهيمُ شوقا *** وما حِمْلُ المسهَّدِ مستطاعُ وتحلم باللقاءِ و ان تناءت *** ديارٌ أو تباعدت البقاعُ فان جاد الزمان بشمِّ عَرْفٍ *** من الأحبابِ وانكشف القناعُ فقد حلَّت بساحتك الأماني *** وما يجري بما تلقى يراعُ فنظرةُ عينها تروي فؤاداً *** سقاه من الظما مُدٌّ وصاعُ وطيب حديثها يجلو هموماً *** سخينُ لهيبِها لا يُستطاعُ إذا لاقيتَها فالعمر نهبٌ *** دقائقه عجولاتٌ سراعُ تُساءلُ أين عُمراً تشتريهِ *** ألا ليت الزمان لكم يباعُ إذن لشريتَه بنفيسِ مالٍ *** فما لغمام سعدِكما انقشاعُ هنالك والنفوسُ مرفرفاتٍ *** ونهر الوصل ليس له انقطاعُ و أنتَ من الأماني في نعيمٍ *** مقيمٍ لا يُبَتُّ ولا يُراعُ دعى داعي الفراقِ وصاح بومٌ *** على الأغصان: قد عنَّ الوداعُ فحِبُّك لا سبيل إلى حماها *** فقد زفت لخاطبها (( .....عُ )) فلا تذهب بنفسك في شتاتٍ *** من الآلام تنهشها سباعُ وهوِّن ما لقيت من البلايا *** فقِدْماً كان بينكما رضاعُ فأختك قد غدت كالروح تُرعى *** تُصان فلا تُسام ولا تُباعُ تحاذرُ أن تطيف بها الرزايا *** وتشفقُ أن يطاولها ضياعُ وعند الله تنتظر العطايا *** فما لهطول رحمته انقطاع ** روى لي احد أصدقائي قبل أيام ٍ قصته مع طفلةٍ من بلدته كان اسمها (( .....ع )) وكان اسمها اقرب شيء لصفتها فلكانها خلقت من نور الشمس ولن يخفى استنتاج اسمها على اللبيب ولكني لا اود التصريح باسمها لانها حية ترزق ، اسبغ الله عليها ستره ومنَّ عليها بنعيم الدنيا والآخرة ، وهي المذكورة في القصيدة ، كان لا يفتأ يحلم بلقياها وزيارة بيت أهلها منذ أن وعى الحياة ، أحبها بكل ذرات جسده وخلجات فؤاده ، وكان غيابها عن عينه ضربا من العذاب لا يحتمله قلبه الصغير . بدأ حبا طفوليا بريئا ودام كذلك حتى شارف عمرهما الحادية عشرة ، يقول انه لم يكن وقتها قد ناهز الحلم وان ما بينهما لم تشبه شائبة ريبة ، إنما كان عاطفة جارفة موّارة لا يعرف لها حدودا ولا لعنفوانها تفسيرا . فما راعه في إحدى المرات التي أراد أن يذهب فيها إلى بيت أهل صاحبته كما اعتاد سابقا من غير نكير ولا استغراب ، ما راعه إلا إحدى قريباته تمنعه من ذلك فلما حاول أن يستبينَ السببَ الذي مُنع من اجله أن يرى اعز الناس على قلبه ، إذا بقريبته تلك تخبره أن (( ...... ع )) قد تزوجت وزفت إلى بيت عريسها وانه لا سبيل له إلى زيارتها ، ، عندئذ كاد فؤاده أن ينحطم ،و زارته هموم لو حملتها السماء لأطَّت أو الجبالِ لهُدَّت . فلما رأى أهله ما حل بابنهم ، أرادوا أن يهونوا عليه الأمر فاخبروه أن بينه وبين تلك الفتاة رضاعة وأنها فعلا أخته دون شك ولا ريب ، وقد كان الخبر صحيحا لكنهم لم يهتموا بإخباره به قبل ذلك . تحمل جراحه وطوى عليها جناحه وبدا يثوي إلى رشده ويوطن نفسه على ما استجد من أمرهما ، وقد زراها بعد ذلك هي وزوجها وقام بما عليه من واجب صلة الرحم ، حرس الله مهجته ورعى فؤاده . حكى لي ولغيري القصة بنفسه بطريقة عجيبة جعلت الدموع تنحدر من أعين بعض الحاضرين وذلك يوم الجمعة الماضية 14 رجب 1431 ه فأوحت لي قصته بهذه القصيدة . أبوعبداللطيف ، إبراهيم الشريفي الجبيل الصناعية ، الأحد، 16 رجب ، 1431 ه