في إجازة الربيع ومع احتفالات ربيع الرياض وُضعت مجموعة من أحواض الزهور عند تقاطع الدائري الشمالي مع شارع عبد الله بن رشيد (مخرج 12)، وحقيقة كانت أشكالها مبهجة لدرجة أنني أشعر بمتعة النظر إلى تلك الزهور عندما أتوجه إلى عملي في الصباح أو عندما أعود إلى بيتي في المساء، قلت هذه لفتة رائعة من أمانة مدينة الرياض ، ولكن وبعد انتهاء الأسبوع اختفت تلك الأحواض، وقابلنا جفاف الأرصفة، وكان الله كريماً معنا بما منحه من غيوم وأمطار في هذه الأيام. الاحتفاء المؤقت بالربيع، جعلني أتساءل، لماذا كل ما هو مفيد وممتع لا يدوم طويلاً، في أيام محدودة كانت الجنادرية وكان الجميع مبتهجين بفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وبعد ذلك ولمدة أيام كان الاحتفاء بالكتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب، وبعد ذلك لا يوجد فعل ثقافي متواصل، ربما يقول البعض إن هنالك بعض الندوات التي تقيمها الجامعات والمؤسسات الثقافية، وغالباً تغطي بقية أيام السنة، وهنا أقول إن أغلب هذه الندوات واللقاءات والمحاضرات والندوات "نخبوية"، لا تهم المواطن العادي، والأمثلة كثيرة على ذلك، أريد شيئاً يشبه أحواض الزهور التي كنت أراها في طريقي للبيت أو العمل، إن مجرد النظر لذلك الجمال بتشكل الورود والأزهار وأوراق الشجر متعة، وهنا تكمن أهمية وجود متاحف متعددة ومنتشرة في الأحياء، وبالذات المتاحف الخاصة بالفن التشكيلي، إضافة إلى ذلك وجود مسارح تقدم عروضاً ترتقي بالمتفرج، ليست نخبوية أو ساذجة، ونحن نرى عند زيارتنا للقاهرة " كمثال بسيط" كيف يقدم المسرح القومي أعمالا مسرحية راقية على مدى العام، وكيف أن هنالك أعمالاً مسرحية عالمية قارب فترة عرضها القرن في لندن ونيويورك وباريس، والإقبال عليها كبير، وكذلك قاعات السينما، ومن أهم الأماكن التي يجب أن تفعل هي المكتبات العامة ومكتبات الأحياء، وتهيئة بعض المكتبات التجارية بأن تختص فقط بالكتب و تعرضها بصورة متميزة، إضافة إلى وجود أكشاك بيع الصحف والمجلات في الميادين العامة، والأماكن المخصصة للمشي، وأمانة مدينة الرياض قامت مشكورة بتهيئة مواقع متعددة في أحياء مختلفة بالرياض لرياضة المشي، صدقوني عندما يتحقق ذلك سيكون ربيعا دائماً للثقافة، يحتاج فقط لمبادرة، وأتمنى أن تعاد أحواض الزهور وتبقى طيلة العام.