تأَهُّل المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم للمرة الرابعة على التوالي وحضوره الفني الراقي في التصفيات المؤهلة عن القارة الآسيوية يكشف حقيقة هامة هي أن ما حدث في مونديال (2002م) لا يعدو كونه نتيجة سوء في إعداد المنتخب وعدم إقامة مباريات ودية دولية أمام منتخبات عالمية أمام جماهيرها كما فعلت اليابان وكوريا الجنوبية اللتين ظهرتا بصورة ملفتة في المونديال، إضافة إلى نواحٍ تتعلق بإدارة الفريق وتعامله مع لاعبين بخصوصية سببت زوبعة كنا في غنى عنها، والإنجاز الجديد الذي تحقق يؤكد أن منتخبنا من فئة الكبار الذين لا يتجاوز سقوطهم كبوة الجواد فخلال الفترة البسيطة التي أعقبت مونديال (كوريا واليابان) وسبقت إعلان التأهل إلى المانيا كانت المدة كافية لصناعة منتخب جديد بجهاز فني جديد ومواهب جديدة ونجوم كبار أصبح همهم الأول والأخير منتخب الوطن فكلنا شاهدنا اللاعبين وهم على قلب واحد وكيف اختفت كل الألوان وبقي شعار الوطن وكم نتمنى أن يعي الإعلام الرياضي هذه الحقيقة ينقل الواقع الجميل الذي شاهدنا عليه نجوم المنتخب وكيف كان احترام اللاعبين لقائد فريقهم، والإشادات المتكررة من سامي الجابر بزميله الموهوب سعد الحارثي وحرص الأخير على تأكيد استفادته من النجم سامي الذي عاد كما يعود الكبار الأفذاذ لمستوياتهم بالأداء الفني العالي واللياقة البدنية المرتفعة والأخلاق الرياضية التي بأسلحتها ودعم رجال المنتخب وقبلهم رجال الهلال الذين وضعوا ثقتهم في سامي وكان يملك كل الأدوات ليحقق العودة بعد موسم سابق لا يليق بتاريخ هذا اللاعب الكبير، والمؤسف حقيقة أن تكون الأجواء صحية بين نجوم المنتخب بجهود إدارية وذاتية من اللاعبين أنفسهم ويأتي من يسعى لافساد هذا التناغم من جماهير متعصبة وصحافة أندية الغت كل صانعي الإنجاز التاريخي ونسبته للاعب واحد متجاهلة جهود اتحاد الكرة السعودي وإدارة المنتخب والجهاز الفني الذي قاده المدرب (كالديرون) ونجوم المنتخب دون استثناء وجماهير الوطن التي تركت كل شيء وملأت مدرجات الاستاد الدولي وشخصيات كبيرة ورجال أعمال ورؤساء أندية سجلوا مواقف مشرفة مع المنتخب الوطني. المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمير سلطان بن فهد كان مليئاً بالإيجابيات من حيث الاعتراف بأخطاء سابقة والوعد بعدم تكرارها وجعل الموسم المقبل استثنائياً لإعداد المنتخب، وكم هو ضروري أن يتم اشراك الأندية في برمجة هذا الموسم الاستثنائي الذي سينطلق منتصف أغسطس ويجب أن ينتهي قبل مايو من العام الميلادي القادم فالموسم الحالي لم ينته بعد وإجازة لاعبي الأندية الكبيرة المتأهلة للمربع الذهبي لن تتجاوز شهراً واحداً ولا بأس في ظل الاتفاقيات المبرمة مع اتحادات أوروبية الاستعانة بخبراء لبرمجة الموسم الجديد الأكثر ضغطاً في تاريخ المسابقات السعودية في ظل اخفاق الأمانة العامة واللجنة الفنية في وضع برنامج مواسم اعتيادية وعانت الأندية من كثرة التوقفات وتأجيل مفاجئ لمباريات هامة استفادت منها أندية وتضررت من قراراتها أخرى، وإذا كنا نستعين بأجانب في مجال التدريب وأخيراً (التحكيم) لا بأس أن ندعم برمجة المسابقات بكوادر وخبرات خارجية. وفي إطار الحديث عن التحكيم تؤكد مباريات الدوري الحاسمة وغير الحاسمة نجاح فكرة الاستعانة بالحكام الأجانب بل إن المباريات المؤجلة من الجولة العشرين التي أقيمت مؤخراً أكدت أن الاستعانة بهم يجب أن لا تقتصر فقط على الأدوار النهائية وقبل النهائية من المسابقات الكبيرة .فقد وقع معجب الدوسري ومطرف القحطاني في أخطاء فادحة وسجلا ضعفاً واهتزازاً في شخصية حكم المباراة باعتماد مبدأ التعويض للأول، حيث حرم الهلال من ضربة جزاء صحيحة ثم منح سامي الجابر ضربة خيالية بهدف التعويض، أما مطرف القحطاني فقد كان ضعيف الشخصية أمام العنف الاتحادي الذي استغل الموقف ايما استغلال ومارس لاعبوه أنواع الضرب على لاعبي النصر وبالذات الدولي سعد الحارثي الذي خرج متأثراً بإصابات مختلفة. الدوري السعودي عاد لإثارته المعروفة والمنتخب الوطني استعاد هيبته وجدد النجوم حضورهم. وهكذا يعود الكبار. باختصار ٭ الجهات الحكومية ووزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب يفترض أن تعمل منذ اللحظة على إعداد خطة متكاملة لاستغلال الحدث العالمي لإبراز الوجه الحضاري لمملكتنا الحبيبة. ٭ مسكين سامي الجابر.. هو ضحية لآراء متناقضة لا ذنب له فيها.. صحافة جعلته صانع الإنجاز الوحيد وأخرى ذبحته بالنقد اللاذع من الوريد إلى الوريد. ٭ الاتفاق يصارع من أجل البقاء وسيكون ممثلنا في بطولة الأندية الخليجية المقبلة بالكويت!! ٭ إدارة الرياض اسقطت فريقها الذي سيتأكد اليوم بالتفرقة في التعامل مع اللاعبين وغياب التحفيز المادي وتأخر الرواتب الشهرية للمحترفين الأجانب والمحليين وسوء المتابعة بعكس رجال الاتفاق الذين التفوا حول ناديهم وشعروا بالمسؤولية وبذلت الإدارة والأجهزة الفنية والإدارية جهوداً مضاعفة حتى حققوا فوزاً صعباً على الأهلي في جدة وبثلاثة أهداف دون مقابل جعل المهمة اليوم أكثر سهولة. ٭ جيل سعد الحارثي يبدو أنه غير متعصب بدليل حادثة العلم الهلالي التي حاول البعض استغلالها وتعامل معها اللاعب بمنطق احترم من خلالها (الهلال) وأكد في أقرب مناسبة أمام الاتحاد حبه للنصر!! [email protected]