صدر عن( دار جداول) كتاب للزميل الباحث إبراهيم حامد الخالدي يحمل عنواناً كبيراً هو" تاريخ الشعر النبطي :مدونة زمنية لأهم أحداث الشعر النبطي في ألف عام" جاء في نبذة الغلاف الأخير أن الكتاب" يهدف إلى إستبيان التسلسل الزمني لحوادث وتطورات الشعر النبطي، وتزويد المكتبة العربية بمدونة زمنية لأهم الأحداث مرتبة ابتداء من الزمن التقريبي لظهور الشعر النبطي بشكله المتعارف عليه حالياً في القرن الحادي عشر الميلادي(الخامس الهجري)حتى سنة تأليف الكتاب وفي فترة تقارب الألف عام". وأقول إن كتابا بهذا العنوان الفضفاض كنت أتوقع أن يكون جامعاً مانعاً ويكون في أجزاء متعددة وان يكون بذل فيه جهد جبار من المؤلف وان يكون درساً بالفعل تطور الشعر النبطي مع تحفظي على التسمية ولكن من قراءة الكتاب أجد أنه خالف المتوقع من الباحث ولم يغط المحتوى العنوان ومن أهم الملاحظات العامة نخرج بما يلي: 1-يبدو أن الزميل الخالدي استعجل فجمع ما يمكن تجميعه من هنا وهناك دون تحقيق وتمحيص مكتفياً بما وقع تحت يده من كتابات الباحثين المنشورة والذي كان النصيب الأكبر منهم لكتاب صفحة "خزامى الصحارى" في جريدة الرياض وللأسف ان المؤلف لم يشير إلى ذلك وخالف الأمانة العلمية في ذلك. 2-لم يوثق مصادر المعلومات ويبدو أنه طبق المثل"ولّم العصابة قدام الفلقة" فكان تبريره لهذا أنه لا يريد أن يثقل الكتاب بالهوامش!!وأقول قد نقبل هذا الكلام من غير باحث يجهل أدوات البحث العلمي ويجهل حفظ حقوق الآخرين ولكن لا نقبلها بهذا التعمد ممن يدرك فداحة ما يقوم به. 3- يؤخذ على الباحث أنه لم يتناول الأحداث التاريخية التي ترصدها قصائد الشعراء في حين أنها ربما تكون الوثيقة الوحيدة على هذه الأحداث. 4-لم يحصر كافة الشعراء خلال هذه الفترة الزمنية الممتدة لألف سنة ولم يضع منهجاً واضحاً في اختيارهم وقد أهمل الكثير منهم وربما الأهم ممن ذكرهم. 5- أعتمد على التاريخ الميلادي وكان الأجدى اعتماد التاريخ الهجري المرتبط بالشعر النبطي. 6- ركز على القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجري وذكر نزراً قليلاً عن ثمانية قرون!!ولو سماه " تاريخ الشعر النبطي في قرنين" لكان أقرب للصحة. 7-نشر الكثير من الأبيات الشعرية دون أن يصحح أخطاءها التي لا تخفى على من لديه أدنى إلمام بالشعر وكذلك لم يدقق في تاريخ وفيات عدد من الشعراء. وفي النهاية يعتبر الكتاب في مجمله إضافة لمكتبة الأدب الشعبي وتطرقي لبعض الملاحظات وتجاوزي عن بعضها عسى أن يتدارك ذلك من الباحث في طبعات أخرى.