ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية في البحرين وبحضور الملحق الثقافي السعودي الاستاذ محمد عبدالله الحمود اقيمت مساء امس الاول محاضرة بعنوان (نشأة الشعر النبطي وقيمته كمصدر تاريخي) للباحث الدكتور سعد الصويان وقدمتها الشاعرة البحرينية هنادي الجودر وذلك بمركز الفنون بالمنامة. تحدث الصويان بإسهاب عن لغة الشعر الجاهلي ولغة الشعر النبطي -مؤكدا- انهما قطبان للغة واحدة وكيف تحللت القصيدة من الإعراب الى اللحن وهذا مادفع به الى الإغراق في لهجة البادية عن اللغة الفصيحة، وقال: ان العلاقة الوطيدة بين الشعر الجاهلي والشعر النبطي انهما ينهلان من نفس المورد وهي لغة البادية مستشهدا ان الشعراء الجاهليين عروة بن الورد وامرأ القيس والشنفرى تسهل عليهم فهم لغة الشعراء النبطيين تراحيب بن شري وشليويح العطاوي من لغة امير الشعراء احمد شوقي رغم أنها فصيحة، ولكن اختلاف البيئة يؤدي بدوره الى عدم الالتقاء في تقاسيم اللغة. وأكد الصويان الى ضرورة التفريق بين اللحن في اللغة والنحو في اللغة موافقا بذلك العلامة ابا عبدالرحمن بن ابي عقيل في القصيدة النبطية، كلما فعلته هو انها تحللت من الإعراب، واشار الى ان تحول الشعر من اللغة الفصيحة الى اللهجة العامية بدأ منذ القرن الرابع الهجري وقد بدا واضحا من ابيات ابي العلا المعري التي اكد فيها انحدار لغة ابناء البادية مستشهدا في ذات السياق ببعض القصائد لشعراء بعد القرن الرابع وتبدو ظاهرة عليها مسحة الفصاحة في البناء الشعري مما يدعو الى التساؤل: هل هي محاولة للوصول بالقصيدة الى الفصيح؟ ام ان اثار الفصيح لا زالت باقية على ألسنة الشعراء. وتناول الصويان في المحاضرة اهمية الشعر النبطي كمصدر تاريخي في الفترة التي انعدم فيها التأليف والكتابة وتخلى فيها ابناء البادية عن الفصاحة حيث سجلت القصيدة النبطية تاريخهم في مختلف اوجه الحياة. بل سجلت للدول المعاصرة ومن تلك الدول الدولة الجبرية التي تجد تفصيلاتها في قصائد الشعراء المعاصرين لتلك الدولة. وهو ما يؤكد اهمية هذا الشعر كمصدر تاريخي الى عصر قريب. وفي نهاية المحاضرة علق الدكتور عبدالله المعطاني و الدكتور عبدالله المعيقل والشاعر البحريني على عبدالله خليفة والاديب عبدالله العباسي، وآثار تعليق الدكتو المعطاني الذي تناول الاعراب كناحية شكلية وجمالية في النص وأورد في سياق تعليقة الكثير من اقوال علماء اللغة حفيظة الصويان والذي بدأ حادا في رده عليه، مؤكدا انه يعي ما يطرحه المعطاني ولكن الباحث في المحاضرة ليس مطلوبا منه حشو المحاضرة باقوال الباحثين والتخلي عن صلب المحاضرة التي هي الاهم ومن اراد المزيد من الايضاح ان يبحث في مؤلفات المحاضر او مناقشته في الطرح.