سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الطاقة المتجددة» كمصدر بديل تتصدر محاور مؤتمر تحلية المياه في البلدان العربية 2012 ازدياد تكلفة إنتاج المياه المحلاة تنبع من الاستهلاك الكبير للطاقة في محطات التحلية
يتصدر «الطاقة البديلة والمتجددة» محاور مؤتمر تحلية المياه العاشر في البلدان العربية مؤتمر (اروادكس 2012) على اعتباره من أهم مواضيع صناعة تحلية المياه في العالم. وتأتي أهمية الطاقة المتجددة والبديلة في وقت تتحرك الجهات المسئولة في المملكة نحو البحث عن حلول وبدائل للطاقة في مشاريع تحلية المياه، حيث يسعى معهد الأبحاث وتقنيات التحلية إلى الدخول مع كثير من الشركات والجهات المهتمة بتطوير تقنيات التحلية لتطوير مصادر جديدة للطاقة خلاف المصادر التقليدية مثل الغاز والبترول والفحم الحجري. ولم تغفل المملكة أهمية الطاقة البديلة والمتجددة لاسيما تحلية المياه بالطاقة الشمسية، حيث إن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إطلاق المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، وبمشاركة ثلاث جهات حكومية تضم وزارة المالية، ووزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة. وتهدف المبادرة إلى إيجاد الحلول التقنية بأقل التكاليف للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وتم تطوير تقنيات متقدمة من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو بين المدينة وشركة آي بي ام العالمية، في خطوة تهدف إلى التطبيق العملي لتقنيات النانو المتطورة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه. وتأتي أهمية المبادرة الوطنية باعتبار أن تحلية المياه المالحة تعد الخيار الاستراتيجي لتأمين مياه الشرب للمملكة العربية السعودية، حيث تنتج المملكة أكثر من 18% من الإنتاج العالمي للمياه المحلاة، وحيث أن أسباب ازدياد تكلفة إنتاج المياه المحلاة تنبع من الاستهلاك الكبير للطاقة في محطات التحلية، ولذلك فإن العمل على تخفيض تكلفة إنتاج الطاقة سينعكس إيجاباً على خفض تكلفة الإنتاج. ومن المتوقع أن يتم تنفيذ المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية على ثلاث مراحل في مدة زمنية تبلغ تسع سنوات، حيث تهدف المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ ثلاثين ألف متر مكعب يومياً لسد احتياجات مدينة الخفجي من مياه الشرب وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي وذلك في مدة ثلاث سنوات، حيث بدأ التنفيذ العملي لهذه المرحلة منذ فترة قريبة. فيما تستهدف المرحلة الثانية بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج ثلاثمائة ألف متر مكعب يومياً، يستغرق تنفيذها ثلاث سنوات، بينما سيتم خلال المرحلة الثالثة بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لكافة مناطق المملكة. ويتم تنفيذ مشاريع المبادرة الوطنية لتحلية المياه المالحة من خلال تجمع صناعي في المملكة يسوق المنتجات على مستوى العالم، وهو ما يخدم ويعزز من توجهات الاستراتيجية الوطنية للصناعة. ويعد استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه أمراً مثالياً للمملكة لعدة أساب تتمثل في أنها طاقة نظيفة لا تشكل عبئاً على البيئة، كما أن هذه الطاقة متوفرة بشكل كبير على مدار العام، إضافة إلى التكلفة المنخفضة لاستخدام هذه الطاقة في تحلية المياه المالحة. ويتوقع أن يتم القضاء بشكل نهائي على ما يواجه مدينة الخفجي من مشاكل في نقص المياه على المدى الطويل خلال المرحلة الأولى، حيث سيتم إنتاج ثلاثين متراً مكعباً عوضاً عن الكمية الحالية المقدرة بعشرين ألف متر مكعب والتي لا تكفي احتياجات المدينة حاليا.