كشف نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود أن اللجنة الإشرافية للمبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية ستعمل على إنشاء شركات سعودية لتصنيع وتسويق منتجات المبادرة داخلياً وخارجياً، مشيراً إلى أن اللجنة ستضع معايير خاصة لتأهيل تلك الشركات الراغبة في الدخول لتنفيذ أهداف المبادرة، في خطوة تهدف إلى بناء صناعة متقدمة تتفق مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة. وقال في تصريحات عقب تقديمه عرضاً حول المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية أمام حشد من الحضور في مؤتمر تحلية المياه المالحة في البلدان العربية الذي يعقد في الرياض وتختتم أعماله غداً برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إن «التقنية التي سيستفاد منها في تنفيذ المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية التي أطلقتها المدينة أخيراً ستقلل كلفة تحلية المتر المكعب من المياه إلى ريال واحد سواء في منطقة نائية أم مدينة كبيرة، والمملكة بحاجة إلى أكثر من خمسة ملايين متر مكعب من المياه المحلاة يومياً، وتزداد الحاجة سنوياً بنسبة 3 في المئة». وأضاف: «كلفة المتر المكعب من المياه في المناطق النائية تتراوح من 10 إلى 15 ريالاً، وفي المدن الكبيرة تصل إلى 2,5 ريال، وهذا فرق كبير، وبالتالي فإن استخدام الطاقة الشمسية سيقلل التكاليف وسنستفيد منها كثيراً في المناطق النائية». وأوضح الأمير تركي أن التوجّه المقبل هو تحلية مياه البحر عبر الطاقة الشمسية، وهو ما لم تأخذه أي دولة قبل المملكة. وأشار خلال تقديمه عرضاً موجزاً حول المبادرة إلى أنها «تهدف في المرحلة الأولى إلى بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية تقدّر طاقة إنتاجها ب 30 ألف متر مكعب يومياً، لسد حاجة 100 ألف من سكان مدينة الخفجي من مياه الشرب، وذلك من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميغاوات وباستخدام أغشية النانو، وذلك خلال ثلاث سنوات من 2010 إلى 2012. وذكر أن «المرحلة الثانية تهدف إلى بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وأغشية النانو بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يومياً، لسد حاجة مليون نسمة من مياه الشرب، ويستغرق تنفيذها ثلاث سنوات بعد انتهاء المرحلة الأولى، في حين تهدف المرحلة الثالثة من المبادرة إلى بناء محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية وأغشية النانو لكل مناطق المملكة ذات الحاجة. ولفت الأمير تركي إلى أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة «آي بي إم» العالمية (الشريك التقني) قامتا بالعمل على تطوير تقنيات متقدمة في مجال تقنيات الطاقة الشمسية وتحلية المياه، وذلك من خلال مركز التميز المشترك للتقنيات المتناهية الصغر (النانو) ونتج منها إنتاج خلايا شمسية عالية التركيز وإنتاج أغشية النانو لتحلية المياه. وسيتم خلال جلسات المؤتمر وورش العمل التي بدأت أول من أمس بحث قضايا التحلية بالأغشية والتحلية والبيئة واستخدام الطاقة البديلة والمتجددة في التحلية وواقع المضخات بين الاتجاهات والحاجات، إضافة إلى التحلية الحرارية ومستقبل خصخصة صناعة تحلية المياه في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الراهن والمشكلات الفنية المصاحبة لأداء الغلايات وإعادة تأهيلها. كما سيناقش المؤتمر آفاق استخدامات الطاقة النووية في التحلية، وتطبيق تقنية النانو في تحلية المياه، وأعمال الاستشارات والمقاولات في صناعة التحلية.