تواصل فرق العمل في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عملها لتنفيذ مشروع «المبادرة الوطنية لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية»، الذي بدأت مرحلته الأولى عام 2010م في محافظة الخفجي ضمن مراحل ثلاث تجوب أنحاء المملكة، خلال فترة تمتد حتى عام 1440ه؛ بهدف توفير المياه المحلاة بأسعار زهيدة، وتقليل استهلاك النفط، وجني استثمارات اقتصادية للبلاد تقدر بمئات الملايين من الريالات من تصدير الطاقة المتجددة. يمر مشروع «المبادرة بثلاث مراحل تصل مدتها الإجمالية إلى تسعة أعوام، تم في المرحلة الأولى التي تنتهي خلال العام الجاري بناء محطة لتحلية المياه المالحة بالخلايا الشمسية عالية التركيز في محافظة الخفجي، لإنتاج (30 ألف متر 3 يومياً من مياه الشرب)، لسد احتياجات مائة ألف من سكان المحافظة من المياه، تعمل بطاقة 10 ميجاواط، وأغشية التناضح العكسي التي تستخدم أحدث التقنيات المتطورة، كما تم إنشاء محطتين لإنتاج الطاقة الشمسية في كل من الخفجي والقرية الشمسية بالعيينة التي تبعد حوالي 35 كيلومتراً عن الرياض. وفي المرحلة الثانية من المشروع سيتم بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية وأغشية النانو المطورة، بطاقة إنتاجية تصل إلى (300 ألف متر مكعب يومياً من المياه)، بينما يبلغ إنتاج المحطة عشرة أضعاف إنتاج محطة المرحلة الأولى، يعقبها المرحلة الثالثة التي ستنتهي مع حلول عام 1440ه، ويتم فيها بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لمناطق مختلفة من المملكة. وتعمل المدينة على تطوير تقنيات الطاقة الشمسية ودعم مشاريعها التي تلائم بيئة المملكة، تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، ودعم مساعي المملكة الدولية في الحد من انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة، كما أن التكلفة المرتفعة للطاقة المستخدمة في محطات التحلية من أهم أسباب ارتفاع تكلفة إنتاج المياه المحلاة (أكثر من 50 % من تكلفة إنتاج المتر المكعب). وطبقت المدينة في هذا المشروع عملياً، التقنيات متناهية الصغر المتطورة (النانو)، خاصة في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية لتحلية المياه، في حين تم إنشاء أكثر من 35 محطة تحلية خلال العقود الماضية بلغ معدل إنتاجها اليومي أكثر من 5 ملايين متر مكعب من المياه المحلاة، والذي يمثل 18 % من الإنتاج العالمي لمثل هذا النوع من المياه. وستنعكس ثمرات هذا المشروع الكبير إيجاباً على خفض تكلفة الإنتاج، حيث إن الطلب على المياه والكهرباء اللذين يعتمد إنتاجهما على مصادر الطاقة البترولية ينمو بمعدل 7 % سنوياً، أي بمعدل ثلاثة أضعاف النمو السكاني للمملكة.