بدأت الشركات السياحية المحلية تعيد التفكير في سياساتها وبرامجها الترفيهية من أجل جذب العملاء، في ظل المنافسة الكبيرة التي يحظى بها السوق حاليا. واستطاعت بعض الشركات ابتكار برامج جديدة تعتمد على زيارات مجدولة للمواقع الاثرية التي لها صبغة دينية والرحلات البرية والبحرية، معتمدة على مرشدين مؤهلين وخدمات ذات جودة عالية، فيما اتجهت شركات اخرى الى دمج الترفيه والتسوق وانجاز الاعمال من خلال انشاء المجمعات التجارية التي تحوي فنادق وقاعات اجتماعات واماكن ترفيه. في البداية يؤكد مدير السفر والسياحة في شركة اراك محمد رمضان سعيهم الى تعريف الزوار بالسياحة التقليدية والفندقية، التى تخدم جميع الفئات بأسعار متنوعة، بعد أن نشطت الفنادق السياحية في مناطق الاثار ومنها مدائن صالح لتقديم خدماتها الفندقية بنفس جودة فنادق الاماكن المقدسة. ومن البرامج التي تبنتها الشركات السياحية الرحلات الدينية للمساجد وغار حراء والاماكن التراثية في مكة والمدينة، مشيراً الى تمكن أهالي المدن نفسها التسجيل في رحلات جماعية او اسرية تتم عبر جدولة البرامج السياحية او حسب رغبة العملاء حيث يرافقهم مرشد سياحي كما يتم توفير خدمات مساندة. محمد علوي واضاف ان جودة الخدمات وتنوع البرامج من أهم تحديات السياحة الداخلية، في ظل المنافسة المتزايدة ودخول شركات دولية في الاستثمار السياحي. من جهته قال مدير تسويق ردسي مول في جدة محمد عسيري: نقدم عرضا حافلا بالانجازات المحققة خلال السنة الماضية التي اسهمت في ترشيحنا لجائزة التميز السياحي كافضل تجربة تسوق في المملكة، من خلال إقامة اكثر من 62 فعالية للمسؤولية الاجتماعية محلية ودولية، لتفعيل دور السياحة والتنشيط لمرتادي جدة من متسوقين او رجال الاعمال، إضافة الى اركان مخصصة للأطفال من شاشات وألعاب حركية توفر الامان والرقابة والتنوع. وأكد أن تجربة التسوق خرجت من الشراء الى التنمية الاجتماعية والاعمال الترفيهية، حيث ان تصميم مراكز تسوق تضم فنادق وأجنحة اجتماعات، سهل المزاوجة بين اداء الاعمال والترفيه والشراء، وهذا توجه عالمي يدعم الافكار الجديدة والمبتكرة لمفهوم السياحة مع دمجها تحت مظلة جهات حكومية او مؤسسات معروفة، لدعم طلبات التأجير. ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة أسواق البحر الاحمر محمد علوي أن المجمعات التجارية جزء هام من صناعة السياحة، وهو العنصر الاساسي في الدول الاقل ضريبة، وتعتبر ميزة نسبية لجذب السياح. واضاف ان مفهوم السياحة يعتمد على البحث عن تجربة ثرية ومميزة تضم التسوق والانشطة البحرية والتراثية لإيجاد تجارب جديدة ومختلفة. واضاف أن 62 مليون أمريكي يغادرون دولتهم سنويا رغم أنها افضل وجهة سياحية في العالم، بهدف البحث عن تجارب جديدة. واشار الى ان خلق الفرص السياحية في مناطق المملكة لتفعيل السياحة الدينية واستقطاب الدول الخليجية والعربية هي التوجه الصحيح والبديل الامثل لما تقدمه السعودية من متعة دينية وتراثية وتعليمية ومعالم للسياح الدوليين. ونوه علوي الى أن القصور في الخدمات حول المناطق التراثية والجمالية ومحدودية قطاع النقل من العوامل التي تضعف السياحة المحلية، مؤملا في احداث تغيير جذري مستقبلا بعد اكتمال شبكة المواصلات بأنواعها من برية وبحرية وطيران، الى جانب تنمية ثقافة الاستثمار السياحي، وفي مقدمتها الترحيب بالسياح الاجانب لبناء الهوية الدينية والثقافية وتنمية موارد ودخل المملكة.