يمثل توجه المواطن خالد الخضير، الموظف بإحدى الجهات الحكومية «ترمومتراً» لعشرات الآلاف من موظفي الحكومة بالمدن السعودية، فالشاب خالد وعد أسرته المكونة من ثلاثة أفراد قبل أسابيع بقضاء إجازة الربيع في الوجهات الداخلية ما بين الشرقية وعسير ومكةالمكرمة، ولكن راتب الشهرين الذي كان مفاجأة سعيدة له ولأسرته جعله يحلم بقضاء إجازة الربيع في الخارج بعدما وجد أسعارا مخفضة تعرضها مكاتب السفر، وبينها عرض «3800 ريال للشخص الواحد مقابل تذاكر السفر والسكن إلى ماليزيا» فلم يتردد هو وأسرته، فراتب الشهرين يكفي لقضاء رحلة ممتعة بالخارج. كشف المدير العام للبرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار حمد آل الشيخ، عن تنظيم الهيئة العديد من الفعاليات والمهرجانات خلال إجازة الربيع التي من المتوقع أن تشهد إقبال عدد كبير من المواطنين على مختلف الوجهات السياحية المحلية، وأوضح آل الشيخ أن هناك عوامل ساهمت في جذب المواطنين تمثلت في زيادة اقتناع المواطنين بالتجربة السياحية المحلية وفوائدها، إضافة إلى زيادة معلوماتهم عن الوجهات السياحية وتحسن مستوى خدمات الإيواء ومواقع الجذب السياحي، وعدد الفعاليات والمهرجانات وتنوعها وتلبيتها لمختلف فئات المجتمع، مشيرا إلى أن محدودية الاختيارات الدولية في هذا الوقت تشجع المواطنين على زيارة الوجهات السياحية المحلية المختلفة. وبين آل الشيخ أن الهيئة استعدت مع شركائها في المناطق بتنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات خلال إجازة الربيع التي ستكون بدايتها بمهرجان الورد الطائفي بمحافظة الطائف والذيج، تشارك فيه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وقال «ستتوج الفعاليات برائعة التراث الوطني مهرجان الجنادرية الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وينظمه الحرس الوطني ويشارك فيه العديد من الجهات الحكومية والمناطق، كما ستحظى مدن المملكة بعدد من المهرجانات والفعاليات، منها مهرجان هجر بالأحساء ومهرجان الصحراء بحائل وفعاليات الصحراء بمحافظات حائل وسوق المسوكف الشعبية بمحافظة عنيزة بالقصيم، والبطولة العربية لطائرات الريموت كنترول ومهرجان الروبيان بعسير ومهرجان منتصف العام الثاني بجازن، ومهرجان أملج أجمل بمنطقة تبوك، ومهرجان ربيع ينبع ومهرجان ربيع الجوف ومهرجان المأكولات الحجازية بالمدينة المنورة ومهرجان كن صديقي الثاني. وحول وسائل جذب السياح للداخل، أكد آل الشيخ تقديم الهيئة من خلال أجهزة التنمية السياحية في المناطق الدعم الفني والمالي لتنظيم عشرات الفعاليات على مدار العام، ومن ذلك الإجازة المسماة أسبوع السياحة التي هي إحدى الإجازات التي أقرتها الدولة لإتاحة الفرصة للمواطنين للاطلاع على كنوز الوطن ومقوماته ونهضته الحضارية، مشيرا إلى أن الهيئة عملت على تهيئة الكثير من المواقع السياحية والقرى التراثية بتوفير المعلومات للمواطنين والمقيمين عن الوجهات السياحية المحلية وأماكن الجذب السياحي والخدمات المقدمة من خلال وسائل مختلفة، منها وسائل الإعلام المحلية والهاتف السياحي المجاني وأجهزة المعلومات الإلكترونية والأدلة ومواقع الإنترنت بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ذلك سعت الهيئة إلى تطوير قطاع تنظيم الرحلات السياحية الذي يوفر برامج سياحية مصاحبة للفعاليات ولمختلف الوجهات السياحية. وتوقع المدير العام للبرامج والمنتجات السياحية بالهيئة أن يشهد الربع الثاني من العام نموا كبيرا للرحلات السياحية، وأن يصل إلى أكثر من ثمانية ملايين رحلة وأكثر من 40 مليون ليلة يقضيها المواطنون والمقيمون في الوجهات السياحية المحلية، وقال «خلال هذه الفترة القصيرة يتوقع أن يضخ المواطنون والمقيمون أثناء رحلاتهم السياحية في داخل المملكة أكثر من سبعة مليارات ريال على الخدمات والمنتجات في مختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى المساهمة في تكوين الفرصة الوظيفية الدائمة والمؤقتة كمجال إضافي لتحقيق المواطنين للدخل» مشيرا إلى أن ميزانية الخير لهذا العام والقرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين لتوفير مصادر دخل إضافية للمواطنين، ستساهم في زيادة فرص الرحلات السياحية. وقال إن السياحة قادرة على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوجهات السياحية المحلية خصوصا في المحافظات التي تتمتع بمقومات سياحية متميزة وتشمل التنمية والتأثير المباشر وغير المباشر للسياحة على تطوير البنية التحتية في مختلف مناطق المملكة لتلبية احتياجات المواطنين، بالإضافة إلى سعي الدولة لتوفير مختلف الخدمات التي تحتاج إليها السياحة المحلية، كما أن اهتمام الدولة بالسياحة يأتي لأهمية السياحة في توفير الفرص الوظيفية وزيادة الطلب على الخدمات والمنتجات التي يقدمها المواطنون للسياح. دبي من الخامس إلى الأول وأوضح مدير قسم السياحة بشركة الطيار للسفر والسياحة عمر الكميشي أن خيارات السياح السعوديين خلال إجازة الربيع تختلف من شريحة إلى أخرى، وأن هناك انقساما بين السياحة الداخلية والخارجية، فبعضهم يفضل الذهاب إلى دبي وشرم الشيخ وإسطنبول وبعضهم الآخر يفضل قضاءها داخليا بين مكةالمكرمةوالطائفوجدة. وقال الكميشي إن أغلبية الحجوزات الخارجية منصبة على دولة الإمارات وتحديدا إمارة دبي، وأكد أن شركات الطيران استعدت مبكرا لزيادة عدد الرحلات المغادرة من الرياضوجدةوالدمام، مضيفا أن الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة العربية أثرت سلبا وبشكل كبير على الحجوزات لتلك الدول التي كانت وجهة سياحية مفضلة للسعوديين وكان في مقدمتها مصر تليها لبنان ثم ماليزيا وتركيا ثم دبي في المرتبة الخامسة. وقال إن الأحداث السياسية غيرت ترتيب الدول لتتصدر دبي قائمة الدول الأكثر طلبا خلال إجازة منتصف العام «إلا أن هناك وجهات مصرية ارتفع عليها الطلب كشرم الشيخ التي كانت بعيدة عن أحداث القاهرة حيث تمثل 50 % من وجهة السعوديين إلى مصر». وبين الكميشي أن السياحة في دبي تجذب السياح من خلال مهرجانات التسوق والترفيه والفعاليات الموسمية التي تنظمها، إضافة إلى توافر البنية التحتية من وسائل نقل ومطارات وقطاعات الإيواء من فنادق ووحدات سكنية، فضلا عن السعر المناسب والعروض التي تقدمها الفنادق من خلال مجموعة الطيار التي تم توفيرها بأسعار منافسة من خلال برامج سياحية مناسب لكل الشرائح. الأحداث السياسية بدلت الوجهات المفضلة أما مدير إدارة السياحة الداخلية والعمرة بمجموعة الطيار للسفر والسياحة صلاح الدين حسن ياسين، فيرى أن مؤشرات الإقبال على برامج السياحة الداخلية خلال إجازة الربيع ضعيفة مقارنة بإجازة منتصف العام رغم تصميم مجموعة الطيار العديد من برامج السياحة داخل المملكة من ضمنها برامج للفنادق فقط، حيث يفضل بعضهم السفر عبر السيارات الخاصة بصحبة عائلاتهم، مشيرا إلى أن بعض البرامج السياحية التقليدية لا تلقى إقبالا، خاصة من شريحة الشباب. وأوضح ياسين أن إقبال السياح على الوجهات الداخلية يتركز بالدرجة الأولى على مكةالمكرمة بغرض تأدية العمرة، تليها جدة وأبها والطائف، بينما لم تشهد المنطقة الشرقية إقبالا ملحوظا. ويرجع ذلك إلى أحداث البحرين، حيث يفضل كثير من السياح الإقامة في الخبر أو الدمام والذهاب للبحرين. وتوقع ياسين أن تكون فرص السياحة الداخلية أوفر حظا من السياحة الخارجية، نظرا إلى الأحداث التي تشهدها الدول العربية بالإضافة إلى زلزال اليابان الذي نتجت منه ظواهر طبيعية في أجزاء من دول شرق آسيا التي من المتوقع أن ينخفض الطلب عليها وتكون الفرص أقوى للسياحة الداخلية. من 900 إلى 2300 ريال وتتفاوت أسعار البرامج السياحية بين وكالات السياحية، حيث وصل سعر التذكرة السياحية بين الرياضودبي إلى 900 ريال كحد أدني وإلى 2300 ريال كحد أقصى للتذكرة الواحدة ذهابا وإيابا، وأوضح عبدالله الرحيمي مدير مجموعة ترحال العربية أن برامج المصمم للرحلات الدولية هي الأكثر طلبا، وأكد أن أكثر الرحلات طلبا هي دبي تليها ماليزيا وتركيا، وأن أسعار البرامج السياحية لتلك الدول خلال الأسبوع تبدأ من 1950 ريالا للفنادق ثلاثة نجوم شاملة تذكرة الطيران لمدة أربع ليال، و 2650 ريالا لسبع ليال، ويتراوح الفرق بين مستوى ثلاثة نجوم وأربعة نجوم ما بين 250 ريالا إلى 500 ريال. وحول أسعار الرحلات إلى أوروبا أوضح الرحيمي أنها تبدأ من 6850 ريالا، وتتضمن إقامة فندقية لمستوى ثلاثة نجوم مع الإفطار وتذكرة طيران شاملة الضرائب إلى ثلاث دول أوروبية لمدة 14 يوما، مؤكدا أن الأسعار حقيقية واقتصادية ومناسبة جدا لأصحاب الدخول المتدنية