تستمر حال الركود السياسي في لبنان مع استمرار الأزمة السورية، إلا أن قوى 14 آذار التي تقود حاليا المعارضة تستفيد من فترة الركود هذه بغية تنظيم صفوفها، إن من حيث منسقية 14 آذار العامة أو من حيث الأحزاب المكونة لهذه القوى. فبعد الوثيقة السياسية الفكرية التي أصدرها "تيار المستقبل"، أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع نهجا جديدا لحزبه منفتح على العروبة والإسلام، وذلك في الذكرى الثامنة عشرة لحلّ حزب القوات اللبنانية التي أقيمت في البيال – بيروت وحملت شعار "ربيع شعوب، خريف عهود". ولفتت مواقف لجعجع من الأزمة السورية والهواجس المسيحية فقال:"يتكلّم البعض عن مسيحيي سوريا وكأنّهم هبطوا بالمظلاّت مع وصول هذا النظام، وعليهم بالتالي أن يجهّزوا أنفسهم للعودة من حيث أتوا في حال سقوطه، متناسين أنّ المسيحيين سكّان أصيلون تاريخيون في سوريا، عاشوا وتفاعلوا فيها لآلاف السنوات، إذا كانت ظاهرة التكفيريين، على محدوديّتها، حقيقة لا يمكن إنكارها، فإنّ وجود أكثرية إسلامية معتدلة تنشد الحرية والديمقراطية والمواطنة الحقة، هو واقع ملموس ومعاش لا يمكن التعامي عنه. ولنا في إعلان الأزهر ورسالة المجلس الوطني السوري إلى اللبنانيين، كما في وثيقة حزب الإخوان المسلمين السوري وغيره من الأحزاب والتجمّعات والشخصيات السورية خير دليل على ذلك"، مشيراً الى ان "العبرة تبقى في التنفيذ، لكننا لا نستطيع تجهيل وتجاهل كلّ هذه الوثائق وإعلانات النوايا، ولا يمكننا إلاّ اعتبارها نقطة انطلاق جيدة، والتعاطي معها على هذا الأساس". واعتبر "انّ واجبنا أن نشجّع الاعتدال بدلاً من الإغراق في بث روح الفصل العنصري وطرح فرضيات أقل ما يقال فيها أنّها فرضيات لا تبرّر مطلقاً السكوت عن الواقع الحالي القمعي المجرم. وأوضح "انّ من يعتقد أنّ بإمكانه وقف دورة الحياة والترقّي هو مخطىء وبعيد عن حقيقة التاريخ لأنه من حق الشعوب أن تقرر مصيرها بنفسها. وإنّ من يعتقد بأنّ الحملات العسكرية، وتدمير المدن على رؤوس أهليها سينهي الثورة الشعبية في سوريا لهو مخطىء، وإنّ من يعتقد بأنّ كسب الوقت بالمناورات الدبلوماسية يساعد على إخماد شعلة الثورة لهو واهم. واكد أنّ التمادي في استعمال العنف في سوريا لن يؤدي الى إضعاف الثورة، بل الى تقوية المتطرّفين"، لافتاً الى ان " كلّ يوم إضافي في عمر النظام، يشكل مدماكاً إضافياً في بناء التطرّف في سوريا. وان كلّ ما يجري لن يفيد النظام، ولا من يقف وراءه أو أمامه بشيء، سوى زيادة التطرّف، فهل هذا هو المطلوب؟" وكشف أن "الحل الحقيقي في سوريا ليس السكوت عن النظام او التسامح معه، بل بالدعوة الى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه، وكل ما عدا ذلك مزيد من الدماء والدمار والموت. فالحلّ الحقيقي في سوريا هو في الديمقراطية، وليحكم من يصل الى الحكم ديمقراطياً".