للمرة الأولى منذ بدء الثورات العربية في 25 يناير من العام الحالي توقف بيان الامانة العامة لقوى 14 آذار مليا وبعمق أمام الثورات التي تشهدها المنطقة العربية «بمشرقها ومغربها» وأعلنت الأمانة تضامنها وتعاطفها مع الشعوب العربية. وجددت التأكيد على أن إنقاذ لبنان من الأزمة لن يتحقق إلا بعودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة وشروط الدولة هي سيادتها ومؤسساتها الدستورية المحتكمة إلى الميثاق الوطني والشراكة الوطنية. ودعت جميع الأفرقاء السياسيين و»حزب الله» بالتحديد «إلى إستخلاص العبر والتعقل في المواقف»، بما يضع حدا للأزمة وأخطارها ولتآكل الدولة. وطالبت الأمانة العامة «حزب الله» بخطوتين رئيسيتين: الأولى هي أن يسارع إلى وضع إمكاناته العسكرية والأمنية في تصرف الدولة وتحت مسؤوليتها وأمرتها. والثانية أن يسارع إلى إنهاء موقفه المعادي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان إحتراما للعدالة وبما يمهد للمصالحة الوطنية». «الرياض» إلتقت منسق الأمانة العامة في 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد الذي تحدث عن أبعاد البيان اللافت بمضمونه وتوقيته. قال سعيد:» منذ بدء الإنتفاضات العربية دخلت القوى السياسية في لبنان في إرباك تقييمي حول ما يجري في المنطقة. لم يتضامن فريق 14 آذار مع إنتفاضة الشعب المصري منذ اليوم الأول، وقد انقسم في نظرته حول إنتفاضة البحرين وتجنب الدخول الوصفي في إنتفاضة سوريا على قاعدة أن المسيحيين إتبعوا مثل «إبعد عن الشر وغنيلوا»، في ما اتهم المسلمون بدعم الإنتفاضة السورية عبر النائب جمال الجراح فآثروا عدم التدخل أو إبداء رأي في الموضوع السوري. وهي المرة الأولى منذ بدء الإنتفاضة السورية تخرج الأمانة العامة لقوى 14 آذار بموقف موحّد يضم وجهة نظر الأحزاب الرئيسية المكونة لها من إسلامية ومسيحية ومن مستقلين، وقد شددوا جميعهم على الديموقراطية كسدّ منيع أمام التطرف وهي تفسح المجال لعبور العالم العربي في إتجاه الحداثة». وعن سبب الدخول على خط الإنتفاضات العربية وفي هذا التوقيت بالذات يقول سعيد:» لأن العالم العربي يعيش لحظات مصيرية من المبكر القول ما هي المعالم الحقيقية للمرحلة الجديدة، إنما النتائج العملية لمجمل الإنتفاضات كما تراها قوى 14 آذار هي التالية: تراجع سريع وواضح للنفوذ الإيراني في المنطقة العربية بدليل عجز «حزب الله» عن تحمّل مسؤولية تشكيل حكومة من لون واحد في لبنان، وعجز حركة «حماس» الإستمرار في الإنقسام الفلسطيني مع حركة «فتح» في فلسطين، وتراجع منسوب الصلابة لدى النظام العربي الحليف لإيران وهو النظام السوري. النتيجة الأخرى هي كسر إحتكار إسرائيل لمفهوم الديموقراطية في الشرق الأوسط، وقد ادعت دوما بأنها تحتكر مفهوم الديموقراطية في العالم العربي، وتراجع الدور الإقليمي للنظام السوري الذي كان يستمد شرعيته من خلال تأثير سوريا في لبنان وفلسطين والعراق ومن خلال التحالف مع الثورة الإيرانية منذ عام 1978. اليوم عادت سوريا الى سوريا وهي مضطرة الى تجاوز الإنتفاضة للقيام بإصلاحات داخلها وليس التمدد بنفوذها».