دعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع المسيحيين الى الانخراط في «الربيع العربي» والتفاعل مع محيطهم و «تبني القضايا الإنسانية العادلة»، واعتبر أن «من يأبه فعلاً لمصير المسيحيين في الشرق، لا يبث فيهم أفكار اليأس والخوف ويرميهم بين أيدي أنظمة قمعية بحجة حمايتهم». وعلّق رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بطريقة غير مباشرة على خطاب الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله أول من أمس، الذي قال إن خيار إسقاط النظام السوري «انتهى»، فقال: «احتراماً لشهداء الجنوب والبقاع الغربي وكل الشهداء لن أسترسل بالتعليق على ما ورد من مواقف بالأمس، إذ كان ممكناً النأي بالنفس عن تأييد النظام بهذا الشكل». وأكد أن «الحرية لا تتجزأ، من درعا الى فلسطين... هناك ظلم في فلسطين لكن هناك ظلماً أكثر بكثير في سورية». وكان جعجع تحدث في مهرجان أقامه حزب «القوات» في الذكرى الثامنة عشرة لحله، وطغت عليه المواقف من «الربيع العربي» والوضع في سورية. وتطرق جعجع الى مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي السابقة عن المخاوف من وصول متطرفين الى السلطة في دول الربيع العربي من دون أن يسميه، فقال: «يتكلّم البعض عن مسيحيي سورية وكأنهم هبطوا بالمظلات مع وصول هذا النظام، وعليهم بالتالي أن يجهزوا أنفسهم للعودة من حيث أتوا في حال سقوطه، متناسين أن المسيحيين سكان أصليون تاريخيون في سورية، وإذا كانت ظاهرة التكفيريين، على محدوديتها، حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن وجود أكثرية إسلامية معتدلة تنشد الحرية والديموقراطية والمواطنة الحقة، هو واقع ملموس ومعاش لا يمكن التعامي عنه. ولنا في إعلان الأزهر ورسالة المجلس الوطني السوري الى اللبنانيين، كما في وثيقة حزب الإخوان المسلمين السوري وغيره من الأحزاب والتجمعات والشخصيات السورية، خير دليل على ذلك». وأشار الى أن «العبرة تبقى في التنفيذ، لكننا لا نستطيع تجهيل وتجاهل كل هذه الوثائق وإعلانات النوايا، ولا يمكننا إلا اعتبارها نقطة انطلاق جيدة». واعتبر أن «واجبنا أن نشجع الاعتدال بدلاً من الإغراق في بث روح الفصل العنصري وطرح فرضيات أقل ما يقال فيها انها لا تبرر مطلقاً السكوت عن الواقع الحالي القمعي المجرم». ودعا جعجع في المهرجان الخطابي وسط حشد قواتي ومن «قوى 14 آذار» «المسيحيين في هذا الشرق الى التشبث بأرضهم وأوطانهم، ورأى أن الحل في سورية ليس السكوت عن النظام أو التسامح معه بل باستفتاء حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن حول بقاء النظام أو عدمه». وشن حملة على مواقف «التيار الوطني الحر» و «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي اللذين يتزعمهما العماد ميشال عون، وتحدث عن «فساد أسود» لدى وزرائه... وقال: «تبين أن الإصلاح والتغيير يعني أن يبقى حزب الله مسلحاً حتى العظم».