قال الرئيس السوري بشّار الأسد، امس، إن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها، مشيراً الى أنه كان لا بد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد قوله خلال جولة تفقدية له في حي بابا عمرو في محافظة حمص (وسط)، إن "الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم فكان لابد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة القانون". وأضاف أن "الظروف الاستثنائية التي شهدتها حمص بشكل عام وبابا عمرو خاصة تتطلب تضافر جهود المحافظة وأعضاء مجلس مدينة حمص مع أهالي المدينة والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ". وقالت (سانا) إن الرئيس الأسد التقى عدداً من عناصر الجيش والقوات المسلحة في حي بابا عمرو، وأكد لهم أن "التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره"، مشيراً الى أن الجيش السوري كان دوماً عاملاً حاسماً في الحفاظ على سوريا واستقلاليتها وسيادة قرارها. وكان الرئيس السوري بشار الأسد، تفقّد بعد ظهر امس، حي بابا عمرو في مدينة حمص وسط سوريا، الذي كان مركزاً رئيسياً للمعارضين المسلحين في المدينة، وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية من دمار جرّاء المعارك التي دارت في الحي بين الجيش السوري ومجموعات المعارضة المسلّحة. يذكر أن السلطات السورية الرسمية أعلنت في مطلع شهر آذار/مارس الحالي عن (تطهير) حي بابا عمرو من المسلحين واستعادة سيطرتها عليه. في تلك الاثناء قال سكان وصادر أمنية محلية إن قوات سورية توغلت في شمال لبنان امس ودمرت مبان واشتبكت مع مسلحين سوريين معارضين لجأوا إلى هناك. وقالوا إن القوات السورية توغلت عدة مئات من الكيلومترات داخل الأراضي اللبنانية. وقال مصدر أمني في بيروت إن اشتباكات وقعت قرب الحدود غير المرسمة بشكل جيد لكنه لم يؤكد دخول القوات السورية لبنان. وضربت قذائف شمال لبنان في الأسبوع الماضي ويقول سكان إن القوات السورية عبرت الحدود لفترة قصيرة أثناء تعقب قوات المعارضة في الأشهر القليلة الماضية. وقال أبو أحمد (63 عاما) وهو أحد سكان منطقة القاع الجبلية النائية "عبر أكثر من 35 جنديا سوريا الحدود وبدأوا يدمرون منازل." وذكر ساكن آخر أن الجنود وكان بعضهم يستقل حاملات جند مدرعة أطلقوا قذائف صاروخية وتبادلوا اطلاق نيران المدافع الرشاشة مع المسلحين المعارضين. وأضاف أن جنودا دمروا منزلا بجرافة. وأغلق الجيش اللبناني المنطقة التي فر إليها المئات من اللاجئين السوريين وبعضهم من الاعضاء النشطين في الجيش السوري الحر من سوريا خلال الانتفاضة المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد. وقال سكان إن القوات السورية ما زالت متوغلة داخل الأراضي اللبنانية بمسافة ما بين 200 و500 متر داخل الأراضي اللبنانية. وقالت سوريا الاثنين إن "مجموعات إرهابية مسلحة" في سوريا تتلقى سلاحا من أنصارها في لبنان. وذكر بشار جعفري مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة في خطاب أرسل الأسبوع الماضي إلى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والامين العام بان جي مون وأعلن عنه الاثنين إن الخبراء والمسؤولين والمراقبين يجمعون على أنه يجري تهريب أسلحة إلى الأراضي السورية من الدول المجاورة بما في ذلك لبنان.