أكد الرئيس السوري بشار الأسد اليوم خلال تفقده حي بابا عمرو في مدينة حمص في وسط سوريا أن الحي سيعود "أفضل بكثير مما كان"، وأن "الحياة الطبيعية" سترجع إليه بعد الأحداث الدامية التي شهدها وتسببت بسقوط مئات القتلى قبل أسابيع. وكان التلفزيون السوري الرسمي أعلن أن الأسد "تفقد منطقة بابا عمرو بحمص". ثم بث "صورا أولية" للزيارة ظهر فيها الرئيس يحيط به محافظ المدينة غسان عبد العال وشخصيات ومواطنين يهتفون له ويتدافعون لإلقاء التحية عليه. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الأسد "قام صباح اليوم بزيارة حي بابا عمرو في حمص وجال في شوارعه وعاين ما تعرضت له المباني السكنية والبنية التحتية والمؤسسات الخدمية من تخريب ممنهج على يد المجموعات الإرهابية المسلحة". وبدا الرئيس في الصور التي بثها التلفزيون وهو يستوضح من المحافظ عن الأضرار وعن مدى تقدم أعمال الترميم في الحي. وقال "ضمن الإمكانات الموجودة حاليا، لا بد من وضع جدول زمني وبهذا الجدول الزمني تتم المتابعة حتى يعرف المواطنون متى ترجع الحياة طبيعية". وتبين الصور التي عرضها التلفزيون مدى الدمار الذي لحق بالمباني التي ظهرت على بعضها آثار حريق. ووعد الرئيس السوري بحسب الصور التي بثها التلفزيون، الحشد الذي تجمع حوله بأن الحي سيعود "أفضل بكثير مما كان عليه من قبل". وقال له أحدهم "نحن معك للموت"، بينما كان الجمع يهتف "الله سوريا بشار وبس"، و"أبو حافظ". كما قامت سيدة بتقبيله والدعاء له. وذكرت الوكالة أن الأسد قال لعدد من أهالي بابا عمرو "إن الدولة لم تتأخر في أداء واجبها في حماية مواطنيها لكنها منحت هؤلاء الذين حادوا عن جادة الصواب أقصى قدر ممكن من الفرص للعودة إلى وطنيتهم وإلقاء أسلحتهم". وأضاف "إلا أنهم رفضوا تلقف هذه الفرص وزادوا في إرهابهم، فكان لابد من العمل لاستعادة الأمن والأمان وفرض سلطة الدولة والقانون". ونقلت الوكالة عن الأسد تشديده على ضرورة "تضافر جهود المحافظة وأعضاء مدينة حمص مع أهالي المدينة والعمل بشكل استثنائي لجهة مضاعفة العمل والسرعة في التنفيذ لإصلاح الأبنية السكنية وإعادة تأهيل البنية التحتية وخاصة المدارس وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات والمؤسسات الطبية التي تم تخريبها خلال الأعمال الإرهابية التي شهدتها حمص". وأكد الأسد خلال تفقده عناصر الجيش والقوات المسلحة في بابا عمرو، بحسب الوكالة، "إن التضحيات والجهود التي يبذلونها كفيلة بالحفاظ على الوطن وحفظ أمنه واستقراره". وسيطر الجيش السوري على حي بابا عمرو بعد أسابيع من حملة قصف متواصل تسبب بنزوح غالبية سكانه وانسحاب الجيش السوري الحر منه. وفي 22 فبراير، قتلت الصحافية الأميركية ماري كولفن التي كانت تعمل في صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية، والمصور الفرنسي ريمي أوشليك الذي كان يعمل في وكالة "آي بي 3"، في قصف طال منزلا حوله ناشطون إلى مركز إعلامي في بابا عمرو. كما جرحت في القصف الصحافية الفرنسية أديت بوفييه والمصور الفرنسي بول كونروي اللذين تمكنا مع صحافيين أجنبيين آخرين من الخروج بمساعدة منشقين، من الحي والتسلل إلى لبنان قبل وقت قصير من دخول القوات النظامية الحي. وفاوض الصليب الأحمر الدولي على مدى أيام طويلة قبل أن يسمح لبعثة من الهلال الأحمر السوري رافقتها مسؤولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس، بدخول الحي وحمل المساعدات إلى السكان. ولا تزال بعض الأحياء في مدينة حمص، لاسيما في حمص القديمة، تتعرض لقصف، أو تشهد اشتباكات بين قوات النظام ومنشقين.