في الأمس: كانت الأغنية تعتمد في ايقاعها على الحس الداخلي لعازف العود والتي كانت رتيبة خالية من الابداع لتقييدها بالزمن الايقاعي إلى أن تم جلب آلة المرواس وتمت اضافته فأفسح مجالا للعازف أن يبرز مهاراته في العزف والغناء. ولأن المرواس من اضاف الى الاغنية الشعبية جمالها حيث كان المطرب حريصاً على اختيار ضابط الإيقاع(المروّس) صاحب المهارة العالية لضمان نجاح الاغنية لأن القصور في اداء(المروّس) قد يضعف اللحن الذي بدوره يؤثر على الاغنية وانتشارها. كانت هناك فكرة وتصور بأن(المروّس) شخص يضع شماغة على كتفه ويلبس طاقية(مشخله)مع قليل من الميلان على اسفل الرأس يؤدي دوراً ثانوياً في الاغنية وربما ينظرون اليه بانه شخص غير مبدع وهاوٍ غير مبالٍ صديق الارصفة. الحقيقة تقول عكس ذلك لأن(المروّس) يقوم بدوره في جذب المستمع وتقديم الأغنية بشكل جميل حتى ان المطرب وقبل ان يبدأ في الغناء يقوم بالترحيب بالمروس ليعطيه"دفعة معنوية" تزيد من حماسه وتركيزه في ضبط الايقاع، وقد سمعنا ترديد ذلك ك (عاش تركي مروّس ويا روحي يابو هاجوس وعاش راضي-رحمهم الله)حتى أشتهر حالياً أبو رايش مع رابح صقر. اليوم: انتشرت في الإذاعات التي تقدم البرامج المنوعة تحية من الجمهور الى من يدير الكنترول، الشخص الذي يتحكم في اختيار الاغاني وسير البرنامج، بل يعتبر (ضابط إيقاع) حقيقياً يجذب الجمهور ويحثهم على مواصلة المتابعة والاستمتاع باختياره ويطلق عليه الجمهور صاحب(المود العالي) كناية عن الاغاني التي يقدمها، لذا يقوم الجمهور بتحية الكنترول على الهواء او عن طريق الرسائل النصية التي يخصصها البرنامج للتواصل معه بطريقة (عاش الكنترول) او(اجمل كنترول) حتى وصل الإعجاب بينهم الى السؤال الذي يطرح على مقدم البرنامج قبل مشاركة المتصل ما اسم الكنترول الموجود" معك" واصبح يتقاسم النجومية مع مقدمي البرامج. في الحقيقة ان هناك الكثير من ينظرون الى ان النجاح الذي يشاهدونه او يشعرون به، يقوم على عمل شخص دون ان يعلموا بان هناك أشخاص( خلف الكواليس ) شركاء في النجاح داخل منظومة عمل متكاملة هدفها الحصول على رضا الجمهور. ما يحدث (للكنترول) هو ما حدث(لعاش مروس) في تواصل(بين الأمس واليوم )واستمرارية في العطاء وكسب الجمهور.