على رغم التوقعات التي ساقها العارفون بتفكير أحد المبدعين الناشئين في القطيف الذي التقته «الرياض»، فعبر عن فرحته بفوزه بجائزة «المنجز الناشئ» في نسختها الأولى في «جائزة القطيف للإنجاز»، إلا أن الأهم من فوزه كمن في كتابه الأول الذي وصفه فلكيون بالرصين والقوي. وقال المؤلف الصغير مصطفى: «إن تأليف الكتاب جاء بعد جهد وتتبع للنظريات الفلكية»، بيد أن ما يلفت في الكتاب يكمن في عمق المعلومات ورصانتها، وكيفية توظيفها إن تمت مقارنة كل ما تم تدوينه فيه بعمر «المؤلف الصغير» الذي لم يتجاوز 12 عاما، وتابع «إن الكتاب يعالج نظريات تقدم بها علماء الفلك الكبار، وأنه يستند إلى آرائهم، وتمت المعالجة للكتاب على أساس علمي». ومصطفى الذي لفت الأنظار له في حفل إعلان الجائزة الذي أقيم في قاعة الملك عبدالله للمناسبات الوطنية في وقت سابق في محافظة القطيف يكثر من القراءة، كما أنه يتمتع بمنطق رأى فيه المختصون النفسيون أنه يتجاوز سنه بكثير، إذ يجيد الحديث وكأنه شاب مثقف في عمره الشباب، ما يعني أنه يتمتع بقدرات تعينه على التأليف، وبخاصة أنه على استيعاب كبير لما يقرأ، كما أنه يتمتع بذاكرة حفظ مميزة، حسب أستاذ الفيزياء حسن الخاطر الذي أشرف على كتابه الذي حقق له الفوز في الجائزة. وعن رعاية مصطفى الأسرية قال والده حسين جلال: «إن الأسرة توفر كل ما يتطلبه ابنها، ونعمل على تشجيعه، وبخاصة أنه موهوب ونحن ندرك هذا»، مضيفا «إنه يلقي المحاضرات في بعض المناسبات التي تنظمها الجمعيات كجمعية الفلك التي يعتبر أصغر عضو فيها»، مشيرا إلى أنه دخل الجمعية بعد اختبار أجري له من قبل المختصين فيها، وتابع «نجح في الاختبار بشكل ملفت». وأضاف «إن الله سبحانه وهبه وأعطاه المواهب فهو بارع في المجال الهندسي ويصمم بروجا سكنية، كما أنه يحفز أقرانه على حب العلم والتعلم، وبخاصة أن من يخاطبهم بالمعلومات التي يقدمها عن ظهر قلب في سنه». وفيما قال مصطفى «اهتم بعلوم أخرى أجد نفسي فيها بارعا، مثل تصاميم المباني، وبخاصة الأبراج السكنية». وتابع بحماس المقبل على العلم «إن عدد التصاميم التي عملتها منذ عام 2010 بلغت نحو 200 تصميم، حولت أشكالا من تصميمي». وعن هدف الاتجاه للتصميم يقول: «إن بلادي العربية تفتقر إلى الأبراج الشهيرة، ومن هنا قلت يجب أن نتجه لتصميم الأبراج الضخمة، وارتاح كثيرا لرؤية الأبراج»، مشيرا إلى برج جسمه بعد أن صممه على الورق. من جانبه قال الأمين العام لجائزة الإنجاز في محافظة القطيف المهندس عبدالشهيد السني: «إن مصطفى جلال تمكن من الفوز لأنه فتى موهوب يستحق الفوز، وأن جائزة الناشئ المنجز نقوم بها في هذه الدورة لأول مرة تشجيعا للمبدعين الناشئين». يشار إلى أن الجائزة فاز بها 14 مبدعا ومبدعة من مختلف التخصصات الإبداعية والعلمية، كما حضر الحفل مئات الشخصيات من محافظة القطيف وخارجها، إضافة لحشود كبيرة جدا من الناس. عبدالشهيد السني مصطفى جلال كتاب المؤلف الصغير