بعد ان كان عبدالكريم سالم علي المالكي طفلا مرحا نشطاً يمارس حياته الطبيعية ويذهب للمدرسة رغم ما كان يعانيه من تقوس في الظهر يسبب له الاحراج وبعد عرضه على عدة اطباء أشاروا على والده بسرعة اجراء عملية تصحيح لتقوس الظهر والا سيؤثر عليه ذلك في مستقبله.. بذل والده ذو الخمسين عاماً والذى يعول 28 فرادا ما بوسعه رغم قلة ذات اليد وبعد المسافة واستمر في المراجعات والتحويلات من مشفى الى آخر حتى استقر به الأمر في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض وقرر الاطباء اجراء عملية جراحية وافادوا والده بانه سيبقى مدة شهر داخل المستشفى حتى يطمئنوا على نجاح العملية واهليته للمشي وممارسة حياته الطبيعية بدون مشاكل او تبعات لا تحمد عقباها واجريت له العملية واستقام ظهره ومكث اسبوعين وبدأ في المشي الطبيعي واثناء ذلك افاده الأطباء الأب بتحسن ولده وكتب له خروج قبل اتمام الشهر يقول ابو عبدالكريم سالم علي المالكي اخبرت الاطباء انني اسكن في منطقة جازان في منطقه جبلية حدودية بعيدة ووعرة الطرق وليس فيها أي خدمات وانني اخشى على ولدي من مشقة السفر لأنه ليس لي قريب في الرياض ولا استطيع تحمل تكاليف العيش والبقاء في الرياض وانني اخاف من حدوث مضاعفات قد تضر بولدي فطمأنوني بان لا خوف عليه، فرح والد عبدالكريم ونقل الخبر لوالدته التي كانت في منزلهم بقرية حضن شهدان بآل زيدان بنى مالك وحجز على اقرب رحلة طيران الى مدينة جازان ومن هناك استقل سيارة استأجرها حتى اوصلته مع ولده لمنزله عبر طرق جبيلة وعرة وبعد وصوله بدأ الابن يشعر بوخز في اطرافه وكان اقرباؤهم قد اعدوا مأدبة عشاء فرحاً وابتهاجا بعودته سالما ونجاح العملية الا ان فرحتهم لم تدم فأثناء العشاء ازداد الالم واشتد التنمل الذي اخذ يدب في رجليه فاخبر والده فأخذه على وجه السرعة الى مطار جازان ليعود به الى الرياض لتدارك ما حدث من خطأ الا ان التعقيدات التي واجهته في مطار جازان ضاعفت الحالة فقد مكث ما يقارب 24 ساعة على ارض المطار مترجياً ومتوسلاً المسؤولين في المطار بالإسراع بنقله وهم يرونه يحمل ابنه بين ذراعيه ذهابا وايابا الا ان الجانب الإنساني كان قد مات وفقد مع احقية المرضى وافضليتهم التي لم تشفع له لا هي ولا تلك التقارير الطبية التي كان يتوسل بها موظفي المطار لإنقاذ ولده وتثبت خطورة وضع عبدالكريم في اليوم الثاني وجد رحلة ووصل المستشفى ولكن الوضع قد تأزم واصيب عبدالكريم بالشلل حاول الاطباء تدارك خطئهم بعمل اجهزه مسانده لتحفظ توازن العمود الفقري الا ان الوقت قد فات وافادوا والده انه لا يمكن علاجه الا خارج المملكة في مراكز متقدمة وبعد الفرح انقلب الامر الى حزن واصبح الطفل لا يستطع الحركة وتضاعفت الحالة حاول والده الوصول الى ولاة الامر لكنه لم يستطع ابرق وزير الصحة وحتى تاريخه لم يجد جوابا وما زاد الامر سوءاً ان والدته تأثرت نفسيا مما حدث لولدها ومازدا الطين بلة ان ظروف الأب المادية لا تساعدهم على توفير متطلباته فمصروفه الشهري يقارب الألفي ريال من حفائظ وغيارات وغيرها ويخشون من المضاعفات واصابته بتقرحات او غيرها وناشد والد عبدالكريم المسئولين التوجيه بعلاج ولده داخل الوطن او خارجه وايداعه احد المشافي المتخصصة في العلاج الطبيعي لإعادة تأهيله. عبدالكريم واقفاً في الطابور الصباحي قبل العملية