شيع أهالي جازان ظهر أمس جثمان الشهيد نبيل عبدالله الرياني، الذي توفي متأثرا بإصابة قبل ثلاث سنوات في مواجهات مع المتسللين الحوثيين، والتي استشهد خلالها زميله الشهيد تركي القحطاني. وتقدم الصلاة على الجثمان في جامع الملك فهد في جازان، بعد صلاة ظهر أمس وكيل الإمارة للشؤون الأمنية سلطان بن تركي السديري وقائد حرس الحدود بمنطقة جازان اللواء عبدالعزيز الصبحي وعدد من ضباط وأفراد حرس الحدود والقطاعات الأمنية والعسكرية بالمنطقة. وكان جثمان الشهيد وصل البارحة في مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز بجازان أمس الأول، بعد وفاته في مستشفى قوى الأمن بالرياض. ويبلغ الشهيد الرياني من العمر 35 عاما، وهو متزوج ولديه طفلة واحدة عمرها أربع سنوات، وهو من مواليد مركز الريان بوادي جازان. وفيما ترجم والد الشهيد صبره بالاحتساب والحمد، مكتفيا بالقول: «الحمد لله على قضاء الله وقدره»، غطت ملامح الحزن وجه الطفلة «ريلام» البالغة من العمر أربع سنوات. وأكد شقيقه الأكبر نايف أنه: «شرف لنا أن يستشهد أخي دفاعا عن أرض الوطن، وهذا ما يتمناه أي مواطن، وأنا وجميع أسرتي مازلنا نتمنى الشهادة دفاعا عن هذه الأرض، ورهن إشارة ولاة الأمر في أي وقت». وأشار إلى أنه لازم الشهيد طيلة فترة علاجه حتى وفاته: «حيث أجريت له 12 عملية جراحية تم فيها استئصال البنكرياس وجزء كبير من الأمعاء، وفي السنة الأولى كانت حالته الصحية في تحسن وكان الأطباء يعدونه بأنه سيخرج من المستشفى قريبا، إلا أن حالته الصحية تدهورت فجأة، لتصدر أوامر علاجه بالخارج، وبعد عودتنا إلى أرض الوطن في 26/9/2011م، تم نقله إلى مستشفى الحرس الوطني في الرياض، إلا أنه وبعد أسبوعين عاودته الالتهابات، حتى وافته المنية قبل ثلاثة أيام». وأشار إلى أن الشهيد جهز منزلا جديدا له إلا أن القضاء كان أسرع وحرمه من فرحة السكن فيه: «لكن نسأل الله أن يتقبله من الشهداء فقد مات دفاعا عن أرض وطنه». وكان نبيل الرياني تعرض لإصابات في البطن في يوم الثلاثاء 15/11/1430ه بعد أن رصد أفراد حرس الحدود وجودا لمسلحين قاموا بالتسلل إلى موقع «جبل دخان» داخل الأراضي السعودية بالقرب من مركز خلد الحدودي في قطاع الخوبة في منطقة جازان، وقام المتسللون بإطلاق النار على دوريات حرس الحدود من أسلحة مختلفة، ونتج عن ذلك استشهاد أحد أفراد حرس الحدود وإصابة أحد عشرة آخرين. وسبق أن أجريت له عدة عمليات وتم نقله بالإخلاء الطبي إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض، ومن ثم وجه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بنقله إلى ألمانيا للعلاج ومكث للعلاج في ألمانيا إلى ما قبل خمسة أشهر، حيث بقي في مستشفى قوى الأمن بالرياض، حتى وفاته.