برعاية خادم الحرمين ينظم كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة بجامعة الملك سعود صباح اليوم السبت مؤتمراً بعنوان (التطبيقات المعاصرة للحسبة في المملكة العربية السعودية). ويهدف المؤتمر لإبراز التطبيقات المعاصرة للحسبة في مختلف أجهزة الدولة وقطاعاتها الرسمية، وإظهار تميز المملكة وريادتها من خلال اهتمامها بالأنظمة التي تعنى بقضايا الحسبة الرقابية، ومن ذلك بيان المفهوم الشامل للحسبة في أنظمة المملكة في ضوء الشريعة الإسلامية، وكذلك التعرف على واقع التطبيقات المعاصرة للأعمال الحسبية والرقابية في مختلف القطاعات الرسمية، ومن ذلك الإسهام في التنسيق والتكامل بين الجهات الحسبية والرقابية في المملكة بما يحقق الارتقاء التطور بمستوى أعمالها. وقال مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان: إن تأسيس كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة في جامعة الملك سعود مؤشراً دالاً على عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين بالحسبة ومفاهيمها وتطبيقاتها المختلفة، وتعززت هذه الدلالة بحمل هذا الكرسي اسم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليتأكد بذلك أن العناية بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منهج تعتمده المملكة العربية السعودية، وتحرص على تطبيقه بين أوساط المجتمع، إيماناً منها بدور هذه الشعيرة في إصلاح حياة الأفراد، وعملها على تحصين المجتمع ضد الفساد بكل صوره. وأشار الدكتور العثمان إلى أن هذا المؤتمر دلالة أخرى على اهتمام ملك البلاد يرعاه الله بالحسبة، وحرصه الكريم على دعمها، ورعايته فعالياتها، وهو بذلك إنما يقدم رسالة ضمنية إلى المجتمع بأسره تؤكد تمسك المملكة بمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم تخليها عنه، أو تقصيرها في دعمه، ولاسيما أنه أحد أسباب خيرية هذه الأمة، وقد تميز عصر خادم الحرمين الشريفين بأنه عصر الإصلاح وموافقته على تأسيس كرسيٍّ للحسبة باسمه الكريم تجسد أحد أشكال الإصلاح في الجانب التربوي والأخلاقي للمجتمع، ولعل أبرز شواهد اقتناعه الكريم - يحفظه الله - بجهاز الهيئة مبادرته الكريمة إلى دعم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمبلغ (200) مليون ريال ضمن حزمة الأوامر الملكية الكريمة التي تفضل بها على شعبه قبل عدة أشهر. د. العثمان: المؤتمر دلالة على اهتمام ملك البلاد بالحسبة وحرصه على دعمها ورعاية فعالياتها وعن دور جهاز الحسبة في المجتمع، قال الدكتور العثمان: إن طبيعة عمل جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جعلته يمتد إلى معالجة قضايا كثيرة جداً ومتنوعة، محققاً فيها نجاحات تستحق الشكر والتقدير وعدد من تلك القضايا يقع خارج إطار الدائرتين الدينية والأخلاقية، وربما تكفي الإشارة لتأكيد حجم الجهد الذي تقدمه الهيئة في المجتمع إلى أن عدد القضايا المسجلة في الهيئة في عام واحد بلغت (251) ألف قضية، وحرصاً من الهيئة على مبدأ الستر على المضبوطين فإن (91%) من مجموع القضايا قد عولجت داخل الهيئة، ولم توجه إلى الجهات الرسمية سوى (9%) فقط من مجموع القضايا. وعن أبعاد تنظيم كرسي الحسبة لهذا المؤتمر، أكد العثمان: إن خدمة المجتمع هي أحد أهم أهداف برنامج كراسي البحث في الجامعة الذي تأسس للمساهمة في إنتاج بحوث علمية أصيلة تعالج قضايا اجتماعية، وتساهم في رقي المجتمع عامة ورفد جهود تنميته وحضارته في كل الجوانب، ويبلغ عدد كراسي البرنامج حتى تاريخ اليوم (134) كرسياً قدمت (1358) مؤتمراً وورشة عمل، ونجحت في الحصول على (113) جائزة علمية، وتسجيل (92) براءة اختراع، وتوقيع (460) شراكة علمية، ونشر (1194) ورقة بحثية ضمن قاعدة isi، ولكل كرسي في هذا البرنامج النوعي مجال يختص به، وهذا المؤتمر ينطلق تحت مظلة كرسي الحسبة تفعيلاً لأنشطة الكرسي وأهدافه أولاً، ومساهمة منه في تقديم دراسات حديثة تعزز نجاح جهاز الحسبة بمناقشة تطبيقاتها المعاصرة. د. عبداللطيف آل الشيخ من جهته قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ: إن الكرسي حمل اسماً غالياً، ويجسد دعم القيادة الرشيدة للحسبة، عاداً هذه الرعاية تجسد قوة العناية والاهتمام الذي تلقاه الرئاسة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أن تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كعمل مؤسسي مستقل كان ولا يزال السمة المميزة للمملكة منذ تأسيسها، لافتاً الى انه وإيمانا من الرئاسة والجامعة بأهمية هذا المكتسب وهذه القيمة الشرعية سعت الرئاسة لإثراء التطبيقات المعاصرة لشعيرة الأمر بالمعروف بالبحوث الاكاديمية والبرامج العلمية لاستيعاب المستجدات في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باعتبار التحديث والمتابعة أهم أدوات الاستمرار والمعايشة لكافة المؤسسات. د. سليمان العيد وبين آل الشيخ أن الرئاسة استفادت من الكرسي بنشر عدد من الأبحاث والدراسات سعياً لاختصار الجهود وتوحيد الإجراءات، ولفت الدكتور آل الشيخ إلى أن الكرسي حمل اسم خادم الحرمين الشريفين توثيقاً لجهوده أيده الله في خدمة الإسلام والمسلمين وإعزازه هذه البلاد متعه الله بالصحة والعافية، وأشاد الرئيس العام للهيئة بالنهضة التي تعيشها المؤسسات التعليمية في المملكة والمراكز المتقدمة التي حققتها في التصانيف العالمية الأمر الذي دفع الرئاسة للاستفادة من الإمكانات العلمية والبحثية من هذا الصروح العلمية. من جانبه قال سليمان بن عبدالله الحبس المستشار بمكتب الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمشرف على وحدة كراسي البحث العلمية بالرئاسة: إن مناسبة انعقاد هذا المؤتمر مناسبة سعيدة وتظاهرة علمية كبيرة وبخاصة أنها تحظى برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله كما يأتي هذا المؤتمر لتحقيق أهداف علمية وعملية متعددة تسهم في خدمة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أبرزها التعرف على واقع التطبيقات المعاصرة للحسبة بمفهومها الشامل في مختلف القطاعات والجهات الرسمية في المملكة. من جانبه اعتبر المشرف على كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة الدكتور سليمان بن قاسم العيد ان قيمة المؤتمر واهميته تكتسب اهميتها من الموافقة السامية الكريمة على إقامته أولاً ثم رعايته له ثانياً وليس ذلك غريباً على ولاة أمرنا الذين يدعمون المسيرة العلمية في هذا البلد العزيز ومن ناحية ثانية فإن بلادنا حرصت على تطبيق الشريعة الإسلامية والعناية بها بمختلف أنظمتها وقطاعاتها ومنها أعمال الحسبة والرقابة ويأتي هذا المؤتمر لإبراز التطبيقات المعاصرة للحسبة في مختلف أجهزة الدولة وقطاعاتها الرسمية.