( يا كاتب التاريخ مهلا فنحن أناس كانت البسمة لا تفارقنا...لكننا غضبنا لدموع الامهات وثرنا بحفظ أعراض الصبايا) ابيات من قصيدة اثارت اشجاني وانا اقلب الفضائيات والعنوان الابرز (حمص تحت القصف) من الصعوبة ان تتابع اخبار بلد عربي يقصفه ويقتل ابناءه من كان يفترض ان يحميهم ، الحالة السورية فضائيا محزنة بكل ما تعنيه الكلمات ، الامر لا يحتاج لمشاهدة مصارعة حرة عبر برنامج الاتجاه المعاكس، ولا يحتاج رغم شدة القصف ورعونته لمحلل عسكري يخبرنا بتوقعاته. ( يا كاتب التاريخ توقف فهذه حمص أرض البطولات والهوى ...فأشهد ان الطغاة دخلوها جيوشا ولم يخرجوا منها الا بقايا ) فالصورة القادمة من حمص تعتبر تراجيديا واقعية مؤلمة، لا يكفي ان تبكي مذيعة على الهواء لقسوتها، ولا حسرة متحدثاً على الهواء عن فظاعتها، ولكن كم يكون الامر اشد قسوة عندما يفرز لنا الفضاء العربي اعلاميين من فئة المجرمين، نعم فكما تدك الدبابات والمدافع بشراسة البيوت الآمنة المطمئنة ، هناك من يدك وببشاعة عبر ظهوره الفضائي والاعلامي القيم والمبادئ الانسانية، من الممكن من الناحية السياسية تقبل الموقف الروسي والصيني على اعتبار المصالح السياسية، ولكن لا يمكن تقبل أي عربي شريف يعتبر ما يحدث في بلاد الشام امرا عاديا او يكون اكثر جرما عندما يصفه بقتال الحكومة لبعض المنشقين والمخربين..! الحالة السورية فضائيا كانت متفردة بتفاصيلها ، الاعلام الفضائي للاسف وببجاحة يكذب ويكذب ويظن انه نجح، والاعلام الرسمي السوري فقد مصداقيته، فتحولت الفضائيات الموالية للحكم بسوريا لمهاجمة المملكة، البحث عن أي أمر للاساءة لها، لكونها وقفت وحيدة وبصدق امام صلافة وتجبر وطغيان الحكومة السورية، اختفى المعلم ومؤتمراته، واتيحت الفرصة لمصارعين من الشبيحة الاعلاميين ليدافعوا فضائيا عن النظام السوري بمصارعتهم وليس بالكلام المنطقي او الصادق ، حتى فيصل القاسم وهو يغرد عبر الفضاء او تويتر نجده بضيوفه يسئي للشعب السوري ، ضيفه المصارع الشبيح الذي اعتدى على اللاذقاني ظهر معه في الاتجاه المعاكس خلال اقل من شهرين في حلقتين وكان في الاولى شبيحا باللسان وفي الثانية شبيحا باللكمات والمصارعة على الهواء، ماذا يعني ان يكون هذا الضيف حاضرا وبكل بجاحة مع القاسم لمرتين منذ اندلاع الاحداث بسوريا، يعني وببساطة تغليب مصلحة البرنامج والبحث عن الاثارة على حساب جراح القتلى من الاطفال والشباب والشيوخ في حمص والمدن السورية الثائرة بشرف العروبة. وانا اشاهد عناوين الفضائيات ( حمص تحت القصف) عادت بي الذكريات بألم وانا اتعرف خلال وجودي في الكويت للنكتة على الحمصيين والنوادر عليهم من اخواننا السوريين، كمضرب للطيبة والعفوية للانسان الحمصي البسيط، والذي انتفض ليسطر بطولات سيشهد لها التاريخ وهو يصمد وبيوته تهدم وابناؤه يموتون، من المؤلم ان نشاهد يوميا حفلات النظام السوري في قتل ابناء حمص ، من المؤلم ان الفضائيات عناوينها الابرز موت 30 أو 40 أو احيانا 50 في حمص وكأننا سنتعود على سماع هذه الارقام المؤلمة من الضحايا، احزنني ابن سوريا مصطفى ميره وهو يرسل لي (ياكاتب التاريخ مهلا عرج بحمص وقف المطايا.. واستمع لهمس أحجارها تروي لك الحكايا.. وتحكي لك عن بطولات وأمجاد بدمنا كتبناها... فدماؤنا لونت شوارعنا والموت عشعش في الزوايا) محزن ان يكون الفضاء العربي عنوانه الابرز ( حمص تحت القصف)..!