قال شهود عيان في القاهرة ومدن مصرية أخرى إن دعوة الإضراب العام التي وجهها نشطاء يطالبون بالإنهاء الفوري للإدارة العسكرية لشؤون البلاد لم تلق استجابة صباح امس السبت وإن المرافق التي تديرها الحكومة عملت بانتظام. وقال تجار في وسط القاهرة إن ضعف النشاط التجاري بسبب تراجع الاقتصاد يجعل الاستجابة لدعوة الإضراب مستحيلة. وقال الشهود إن المكاتب والمؤسسات والشركات الحكومية فتحت أبوابها كالمعتاد في القاهرة. وقال شاهد إن المترو الذي ينقل مئات الألوف من الركاب يوميا في القاهرة يعمل بصورة طبيعية. وأضاف "حركة التقاطر عادية والعربات مليئة بالركاب". وقال سيد وهو صاحب متجر ملابس في حي الموسكي بمنطقة العتبة التجارية مشيرا لمتاجر المنطقة "كل هذه المتاجر مدينة ولا يمكننا تحمل المزيد من الخسائر". وقال احمد وهو بائع في متجر ساعات بميدان الاوبرا القريب "متاجر المنطقة كانت تبيع (الواحد منها) بما بين 15 و20 ألف جنيه في اليوم أصبحت مبيعاتها لا تتعدى ألف جنيه". وأضاف "مستحيل الاستجابة لدعوة الإضراب". وحتى الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي كانت بعض المتاجر مغلقة في وسط القاهرة لكن لم تكن عليها أي لافتات او اشارات تبين مشاركتها في الاضراب. وقال باعة جائلون ان اصحاب هذه المتاجر عادة ما يفتحون ابوابها في وقت لاحق. ويحذر خبراء من أن الاقتصاد المصري يواجه مصاعب كبيرة بعد عام من الاضطراب السياسي والاحتجاجات العمالية والفئوية التي تهدف إلى زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. وخفضت مؤسسة ستاندرد آند بورز التصنيف الائتماني للعملة الصعبة في مصر في المدى الطويل إلى B منB+ الجمعة بواقع خمس درجات في المنطقة عالية المخاطر وأبقت على توقعاتها السلبية وأرجعت ذلك إلى الانخفاض الحاد في احتياطيات الدولة من العملة الصعبة والغموض السياسي. وفي مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل قال القيادي العمالي في شركة مصر للغزل والنسيج محمد العطار إن العمل منتظم في الشركة التي يعمل فيها أكثر من عشرين ألفا. وأضاف "هذا اليوم هو يوم سقوط الطاغية وعلينا جميعا أن نحتفل في هذا اليوم بالعمل الزائد". كذلك فشلت دعوات العصيان المدني والإضراب في المطارات المصرية وقناة السويس والمرافق العامة للدولة، حيث توجه جميع العاملين بمختلف القطاعات الى أعمالهم دون حالات غياب وسط حرص من مختلف النقابات على استمرار العمل بدون تعطيل. وقال الطيار جاد الكريم نصر رئيس الشركة المصرية للمطارات إنه من خلال متابعة سير العمل في جميع المطارات الإقليمية ومطار القاهرة تأكد أن نسبة حضور العاملين في مختلف قطاعات الطيران 100 % ، ولم تحدث حالة غياب مثلما يحدث في الأوقات الطبيعية حيث سار العمل بشكل طبيعي. وقال مسؤولون في مطار القاهرة إن العاملين في إدارات الشرطة والجوازات والجمارك والحجر الصحي والبيطري والزراعي حرصوا على التواجد مبكرا في أعمالهم لمواجهة الدعوات التي انتشرت على شبكة الإنترنت بالعصيان المدني ما يؤكد فشل هذه الدعوات بل كان لها مردود إيجابي حيث توجه بعض العاملين إلى مواقعهم رغم أن يوم السبت يوم أجازة أسبوعية لهم حيث يحصل العاملون بالطيران المدني علي يومي الجمعة والسبت إجازة أسبوعية. واستمرت حالة الاستنفار الأمني في طريق ومنافذ المطار بالتعاون مع وحدات القوات المسلحة من أجل تأمين طرق ومداخل المطار من أي محاولات لنشر الفوضى أو النيل من سلامة وأمن منشآت المطار. واستمر تدهور حركة الركاب في مطار القاهرة بسبب تداعيات الدعوات الخاصة بالعصيان والانفلات الأمني وسوء الأحوال الجوية حيث ألغت عدة شركات طيران رحلاتها لعدم جدوى تشغيلها اقتصاديا. من جانبه أكد مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس المهندس أحمد المناخلي انتظام حركة العمل بالهيئة رغم دعوات العصيان المدني، مشيرا إلى انتظام حركة قوافل السفن وعبورها في مواعيدها سواء من الجنوب من منطقة بور توفيق أو من الشمال من منطقة بورسعيد.