رحمك الله يا الكريم ابن الكريم لو كانت الدُّنيا تدوم لأهلها ***لكان رسول الله حياً مخلّدا إنّ القلب ليحزن وإنّ العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون ولا نقول إلاّ ما يُرضي ربنا " إنّا لله وإنّا إليه راجعون " . فقدت أسرتا آل الشيخ وآل مقبل رجلاً شهماً كريماً على قدرٍ كبيرٍ من حسن الخلق باراً بوالديه واصلاً لرحمه بشوشاً دائم الابتسامة من حلّ ضيفاً عليه فكأنما أهدى له الدنيا بحذافيرها . بابه مفتوحٌ لا يُغلق إلاّ عند النوم ، أو كان مسافراً لا يُمَلُّ مجلسه ، يُقدّر الكبير والصغير ذو تواضعٍ جمٍّ حتّى مع الطفل الصغير يُدنيه منه ويخاطبه كأنه من علية القوم يسأله عن أحواله ودراسته وسائر أخباره . هذه بعض صفات أبا محمد الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ – رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى ولِمَ لَمْ يكن كذلك وهو شبل ذاك العلم والمعلم المربي صاحب المحامد الكثيرة التي لا تُحصى عزيز النفس كريم الأخلاق الشيخ محمد بن عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ – رحمه الله رحمة واسعة . أبا محمد لقد أحدثت فراغاً كبيراً بين أحبابك الذين أحببتهم وأحبوك لله وفي الله ودون أي مصالح دنيوية . أمّا أنا فقد فقدتُّ أخاً وقريباً وصديقاً وحبيباً أدمى فراقه قلبي وكنت دائماً على مقربة منه رغم تباعد المسافات بيننا هو في جدة وأنا في الرياض ، لكن عزائي فيك أن خلّفت رجالاً أخذوا من طباعك الكثير وقد عاهدوا الله على السير على نهجك كما أحسنت تربيتهم وتعليمهم (محمد وعبدالعزيز وعبدالله) أسأل الله أن يؤلّف بين قلوبهم وأنْ تُبشّر بصلاحهم وتصلك دعواتهم واستغفارهم . أرجو من الله أن يجمعني بك ووالدينا وأحبابنا ومن قرأ كلمتي هذه في الفردوس الأعلى.