نظم المركز الثقافي الإسلامي في وسط لندن الثلاثاء الأسبوع العالمي للوئام بين اتباع الديانات الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في اكتوبر من عام 2010 وذلك بإقامة ندوة ثقافية تؤكد أهمية الحوار والتلاقي بين أتباع الديانات والثقافات المختلفة كونها قواعد أساسية لإقامة الثقة والتفاهم والتعارف بين أبناء الجاليات الدينية في المملكة المتحدة. كما أقام المركز الثقافي الإسلامي في لندن الذي يحظى برعاية كريمة من حكومة المملكة معرضا إسلاميا يحكي إشعاع نور الإسلام من مكةالمكرمة مرورا بالرسالة التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هاديا للبشرية جمعاء لعبادة الله وحده. كما أبرز المعرض بالتفصيل أركان الإسلام الخمسة وأن المسلمين في جميع أنحاء المعمورة إخوة ويؤمنون بجميع أنبياء الله ولا يفرقون بين أحد منهم بدءا من آدم عليه السلام مرورا بأنبياء الله سيدنا إبراهيم وموسى وعيسى وانتهاء بخاتم النبيين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وأشار المعرض إلى نزول الوحي على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم مؤكدا أن أول سورة نزلت على رسول الله حثت على العلم والمعرفة فيما عرض نسخا كثيرة من القرآن الكريم سواء المكتوبة بخط اليد أو المطبوع على فترات متعددة من التاريخ مبرزا حقوق المرأة في الإسلام وحقوق الإنسان تجاه الخالق وتجاه بعضهم بعضا مع التأكيد على ضرورة الاحترام والتلاقي والمعاملة الحسنة. كما أبرز المعرض مجالات العلم والمعرفة التي قدمها وطورها علماء الإسلام خدمة للبشرية جمعاء وعلى مر العصور. وبعد أن استعرض المشاركون في ندوة الأسبوع العالمي للوئام بين أتباع الديانات مقتنيات المعرض أكدوا في كلمات ألقوها أهمية التواصل والحوار بين أتباع الديانات والثقافات في بريطانيا. ودعا عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد شيخ أحمد رئيس المنتدى الإسلامي في حزب المحافظين البريطاني الحاكم إلى تعزيز العلاقات بين أبناء جميع الجاليات والثقافات المختلفة في المملكة المتحدة مشيرا إلى أن الإسلام أكد على التسامح والمحبة والتعاون والسلام بين أبناء البشر معتبرا أن ما يجمع أبناء الجاليات في بريطانيا أكثر مما يفرقهم خاصة أتباع الديانات السماوية. وقال إن الدين الإسلامي طالب المسلمين باستخدام لغة الحوار الهادئ مع غيرهم حيث أكد القرآن الكريم على أهمية الجدال بالتي هي أحسن ولذا فقد انتشر الإسلام في كثير من المناطق من خلال حسن المعاملة كما فعل التجار المسلمون الذين كانوا يتعاملون مع دول مختلفة رافضا المقولة "إن الإسلام انتشر بحد السيف". ونوه اللورد شيخ بالدور البناء الذي أدته المملكة في إنجاح معرض الحج الرحلة الى قلب الإسلام الذي يستضيفه المتحف البريطاني في لندن حاليا داعيا الجميع لزيارة هذا المعرض للتعرف على حضارة وتسامح الإسلام وتفاني المسلمين في إتمام شعيرة الحج الركن الخامس في الإسلام مؤكدا أن الإسلام يعلمنا أن نواصل الحوار من خلال قول الله سبحانه وتعالى : " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". ونوه مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في لندن الدكتور أحمد المخدوم بالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في شهر يونيو من عام 2008 بضرورة إقامة حوار بين المسلمين والمسيحيين لتأكيد فكرة عالم يسوده العدل والأمن والسلام ورغبة المسلمين الأكيدة في التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي مع أتباع الديانات والثقافات الأخرى. من ناحيتها أكدت المديرة التنفيذية لمؤسسة جوزيف للحوار بين أتباع الأديان أن هناك تحديات كبيرة تواجه الحوار إذ أنه ينبغي على جميع اتباع الديانات توفير عنصر الثقة والاستماع لبعضنا البعض واحترام معتقدات كل منا الآخر وقالت : إن من شأن ذلك أن يوفر الأرضية المناسبة لمواصلة الحوار داعية أتباع الديانات في بريطانيا عدم التأثر بما يجري من أحداث في الخارج. وقالت الدكتورة جوى بارو مسؤولة لجنة الحوار مع أتباع الأديان في الكنائس البريطانية إن الجاليات المختلفة التي تعيش في المملكة المتحدة تتمتع بروح الوئام والتسامح الديني كون بريطانيا تحترم معتقدات الآخرين معتبرة أن جميع من يعيشون في بريطانيا يؤدون شعائرهم الدينية بكل حرية ويسر مؤكدة أهمية مواصلة الحوار بين أتباع جميع الديانات بل وبناء أسس قوية من الثقة والاحترام. حضر الحفل عدد من أعضاء مجلس اللوردات البريطاني وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي من بينهم الوزير المفوض في سفارة خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة عبد الرحمن السحيباني وعدد من أساتذة جامعات من المتخصصين في مجال حوار اتباع الأديان والثقافات.