تحصلت "الرياض" على تفاصيل من الورقة التوفيقية التي دفعت بها الوساطة الافريقية برئاسة ثامبو امبيكي لوفدي السودان وجنوب السودان المتفاوضين باديس ابابا، والزمت الورقة، دولة الجنوب بدفع مبلغ اربعة مليارات دولار لسد الفجوة في العملات الصعبة خلال خمس اعوام، لكن جوبا رفضت بشدة الورقة وقطعت بأنها لا تمثل حلا للازمة. وقال مصدر موثوق ل"الرياض" من مقر المفاوضات ان جنوب السودان ابلغ الوساطة رسميا امس برده الرافض للورقة التوفيقية الثانية التي تسلمها امس الاول باعتبار انها لا يمكن ان تكون اساسا للحل، واشار الى ان الورقة تجاهلت تماما احتجاجات الجنوب بشأن حصول الخرطوم على كميات مقدرة من بتروله دون موافقته. وذكر ان الورقة طلبت من الجنوب ان يدفع للشمال مبلغ اربعة مليارات دولار لسد الفجوة، بجانب ارسال 35 الف برميل يوميا لتشغيل مصافٍ بالشمال مقابل ان يفرج السودان عن البواخر المحتجزة. وتمسك الجنوب وفقا للمصدر بدفع مبلغ 2.6 مليار دولار كمساعدات للشمال خلال الخمس اعوام المقبلة، واشار لاستعداد جوبا لضخ مليار دولار اعتبارا من العام الحالي. واكد ذات المصدر ان المفاوضات لاتزال تراوح مكانها، واضاف ان الوساطة لم تفلح حتى الان في الدفع بحل توفيقي يقود الطرفين للتفاوض المباشر، واشار الى ان كل طرف من الوفدين قابع في مكانه ويتلقى فقط المقترحات من الوساطة ويرد عليها واضاف "المفاوضات متوقفة وجامدة تماما، ولكن كل طرف لايريد ان يبادر بالانسحاب حتى لا يؤخذ ذلك عليه". من جانبه قال كبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان اموم، إن السلطات اغلقت أكثر من 900 من آبار النفط بعد اتهام الخرطوم بسرقة نفط الجنوب. واكد اموم في تصريحات من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا الاربعاء أن الإغلاق سيؤثر كثيرا على اقتصاد جنوب السودان الذي يعتمد بشكل رئيسي على عوائد النفط. وأشار اموم لانخفاض الانتاج الى 135 ألف برميل يوميا من 275 ألفا في اطار إيقاف تدريجي للانتاج. واضاف "اغلاق منطقة الامتياز 5 التي تشغلها شركة النيل الابيض للبترول اكتمل مع اغلاق جميع الآبار الخمس والخمسين".